العدد 3 لسنة 2016
"عودة الندى"
للشاعر السعودي حامد ابو طلعة
عـــاد الـنـدى والـزهــرُ عاد رحيقُهُ
والـغـصـــــنُ بالأوراق عـاد بـريـقُهُ
والروضـةُ الغنَّاءُ هبَّ نـسـيـمُـهـــا
والصبحُ فـــي الآفاق طاف شروقُهُ
والـجـدولُ الرقراقُ يـخـفـقُ كلمـــــا
رقـصـتْ له الأغـصــــانُ رقَّ خفوقُهُ
وسنابل الشوق استوت فتمايلتْ
حين استوى بالوصل عندك سوقُهُ
وتـعـانـق القلبان حُبَّاً والـضـحـــى
ملأ المكـــــانَ وقــــد علا تـصـفـيـقُـهُ
أقبلتِ يـــا قـطــر الـــنــدى مختـالةً
مثل المنــــــى ، فالسعد جادَ طريقُهُ
فمسحتُ دمـعـاً فــــي لقاكِ لطالمـــا
فـــــــي لوعة المشـتـــاق كنتُ أريقُهُ
للعمر أغزلُ بالـصـفــــــــــاء ثـيــابَهُ
فالـحــب مـجـلـســــــــه وأنتِ رفيقُهُ
أواه لـو تـدريـن مـــــــــا المُرُّ الــــذي
فــــي بـُعْـدك المشــــؤوم كنتُ أذوقُهُ
لا ســــــامح الله الـجـفـــــــاءَ فكم بـه
حُمِّلْتُ مــــــا لا فــــــي الغرام أطيقُهُ
أو ســــامح القلبَ الـذي يقسو على
قلبـــــي ، ومن كان الـعـنـــادُ يـروقُهُ
مـــــا كنتُ أحتمل الـحـنـيـنَ ونـــاره
فـأنــا لطيــــــفُ الـقلـب فيـــكِ رقيقُهُ
والهجر يُـحـرق مـــا زرعت بخافقي
فيـمـــــوتُ حـرقــــاً ســـوقـهُ فعُروقُهُ
الحمدلله ، الــهــــــوى مــــازال بــــي
حتـــــــــى أتيتُ مع اللقـــــاء أسوقُهُ
مـــــازال بي حتــــــى خشيتُ مماته
حتــــى بدا لي فـــــي الغياب نفوقُهُ
مــــــا أعظمَ الطوفانَ كان يـلـفُّـنــــي
طوفــــــــان صدكِ والـفــــؤادُ غريـقـُهُ
فأتيتُ فـي طوقِ النجـــــــاة بغيرمـا
بأسٍ ، وفـــي قلبــي الصغيرِ حروقُهُ
حامد أبوطلعة
من ديوان (على رسلك أيها البدر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق