بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 فبراير 2016

العدد3 لسنة 2016 ... بائيّة الذهب ... للشاعر العراقي صفاء السعدي





العدد3 لسنة 2016 
 
بائيّة الذهب

للشاعر العراقي صفاء السعدي




بائيُّة قد صغتُها مثل الذهب
ولألفِ عامٍ سوف تحفظها الكُتُبْ

زهرٌ حروفي في رياض قصائدي
وإذا أشاءُ أصوغُ حرفاً من لهب

يهوى قصيدي كل خلّ وامقٍ
وبهِ يذوبُ الحاسدونَ ومَن غضبٔ

وأصوغُ حرفي أنجماً بعثرتها
بسماءِ أشعارٍ بها يعلو الأدب

رهني الحروفُ إذا برقتُ بليلةٍ
أمطرتُ شعراً بالدراري ينسكب

سيلاً أجيءُ بأحرفٍ جيّاشةٍ
العاشقون جميعهم منها شرب

شمسي إذا ما أشرقتْ بضيائها
منها أستنار الليلُ وانجلت الحُجُب

تتنفسُ الأشعار أنفاسي بها
تحيا وإمّا غبتُ شارفها العطب

تتفتّحُ الأبيات تنفحُ عطرها
في روض مصراعي فيغمرهُ الطَرب

واعتّقُ الخمرَ الحلالَ قصائداً
في دنِّ سحرٍ والخيالات العِنَب

إما أشاءُ أكونُ صبحاً سافراً
ومتى أريدُ بليلِ حرفي أحتجب

الجنُّ أعجزَهُم جنوني فانزوى
في كهفِ غيبٍ كل جنيٍّ جَلِب

كالبرق يسري البيتُ منّي باعثاً
وهجاً ينيرُ عقولَ شعبٍ مُغتَصب

تتلقّفُ الأسماعُ إيقاعي هوىً
وصدايَ سار بكل ميدانٍ رَحِبْ

تلك الفيافي غادرتْ بيداءَها
أسرابُ عزٍّ للعروبة تنسحب

رجعوا الى أيام عهد جهالةٍ
والمجد غادرهم فما أغبى العرب

مَن ألفَ طائفةٍ أحالَ شعوبنا
يتقاتلونَ كأنهم أفعى وضب

يامعشر الغجر اللئام فما أرى
عرباً فما البهتان من شيم العرب

صهيون مزقت العروبة ويحكم
والغرب بالثروات ياقومي هرب

مَن نحنُ لا أدري عسى متنا فما
الاحياء تسكت للعواصم تُستَلب

مِلنا الى الأدران ميلاً جامحاً
وعن الكرامة جلّ قومي قد رَغب

مالي وللعرب الذين تملّصوا
من غيرةٍ وبلادهم جمعا خَرِب

أحكي الى الاموات ذلكَ لاأرى
يجدي فصمتاً إن صمتي من ذهب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق