بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 فبراير 2016

العدد 3 لسنة 2016 ... طَويلٌ عِتابُنا .. شعر الدكتور ابراهيم الفايز




العدد 3 لسنة 2016 

طَويلٌ عِتابُنا
 
للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز
 





أَيَا حَامِلاً هَمَّ الفُراتَيْنِ إنَّني
شَريكُكَ في البَلْوَى وضاعَتْ مَنازِلِي
يُقَلِّبُني لَيْلِي على نارِ غُرْبَتي
وَيَلْسَعُني بَرْدُ الشِتاءِ بِكاحِلي
هَجَرْتُ بِلادي رغْمَ أَنْفي مُطارَداً
بِحالي وَلَمْ أَفْلَحْ رُكوبَ رَحائِلِي
وَضَاقَتْ بِلادُ الرَافِدَيْنِ بِطولِها
على مَوْطِئٍ تَرْسو عَلَيْهِ عَوائِلِي
فَهَلْ لَكَ أَنْ تَرْضَى أَنِيساً لِوَحْدَتي
لَعَلَّ المَنَايَا تَحْتَوِينا بِنازِلِ
فَقالَ وَأَيْم اللهِ إنِّي نَذَرْتُها
تَموتُ مِراراً لَيسَ مَوْتَ الأَراذِلِ
فَدَعْنِي أُلاقِيها رِباطَاً مُرابِطَاً
أَذُودُ وَحَتّى لَوْ بَكَتْنِي عَواذِلِي
إذا شاءَتْ الأَقْدارُ مَوْتي فَإنَّنِي
أَموتُ بِهَا تَبْكي عَلَيَّ مَعَاوِلِي
فَمَا دامَتْ الأَيَّامُ تُحْصِي نُفوسَنا
فَدَعْنِي أُسَلِّي النَفْسَ واتْرُكْ تَساؤُلِي
ذَهَبْتُ وَآهاتي بِقَلْبي طَويلَةً
وَدَمْعي دَمَاً يَجرِي بِطُولِ مَراحِلِي
أَلا أَيُّها الدُّنْيَا طَويلٌ عِتَابُنا
أَيادِيكِ طَالَتْنا بِضَرْبَةِ نَابِلِ
فَمَا تَرَكَتْ مِنَّا لِنافِخِ كِيرِنا
أَنيساً ولا مِنَّا مُجِيبَاً لِسائِلِ
سَلامِي لِأَرْضِ الرافِدَيْنِ وَمُنْيَتِي
أَواخِرُ أَيَّامِي بِهَا كَأَوائِلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق