بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 فبراير 2016

العدد3 لسنة 2016 ... مدّ اليدا ... للشاعر التونسي محمد نجيب بلحاج حسين.




العدد3 لسنة 2016

مدّ اليدا
 
للشاعر التونسي محمد نجيب بلحاج حسين.




مُدَّ اليدا ، مُستنْجِدًا ، مُتَودّدا
و اسجُدْ و قُل: اللهَ ... يا نبعَ الهُدى

ما مِنْ مكانٍ للقُنوطِ بِشرعنا
لا شيءَ يَحرِمُ من شفاعةِ أحمدا

مُدّ اليدا ، واطْلًبْ نقاوةَ توبة
تروي جفاف القلب من تعب الصّدى

يا أيها المفقود في سُحُبِ الدّجى
مًدّ اليدا ، تلقَ الطريق مًمَهّدا

أدمنتَ سُكرا مُجحِفًا ؟ مُدّ اليَدا
أسرفتَ في فِعل الزّنى؟ مُدّ اليدا

أقْبِلْ عليه بكلّ ذنبٍ فاضح
تلق الغفور ، وقد حماك وسدّدا

قد لا تصادف فرصةٌ لإنابةٍ
قبل النّهاية ، والمنيّة ، والرّدى

أقلعْ عن التّسويفِ دون تأخّرٍ
فالموتُ يأتي ، لا يُحدّدُ موعِدا

تُغْريك بالعصيان بعض تفاهةٍ
فتصير عن رُتبِ الفضيلةِ مُبْعَدا

مُدّ اليدا ، نحو النّجاة بسجدةٍ
يعلو نِداها للسّماء مغرّدا

مُدّ اليَدا ، تلق الرّحيمَ مُسامحاً
ويصيرُ قلبُك بالطّهارة مَسجِدا

مُدّ اليدا ، ولتستغِثْ مستعطفًا
وهجُ الشّبابِ سينقضي ، لن يَخلُدا

تحتاج من ربّ حليمٍ رحمةً
تحْميك ممّا يختفي أو ما بدا

مًدّ اليدا ، لا شيءَ يعدِلُ سجدة
ترْقى بروحك للعليّ تهجّدا

***
أفما تُصالحُ من حباك بِأنعُمٍ
لم يُحصها الإنسانُ فيما عدّدَا؟

اُنظرْ إلى نبضِ الحياة وسرّه
في جسمك الممشوق يرسم مشهَدا

اُنظرْ إلى الآفاقِ ، تغرَقُ في الفضا
تمتدّ مِن دون انتهاءٍ وابتدا

مَنْ داول الأيّام بينَ عبيده
يومٌ تهادى ، أو تبدّى أسوَدا؟

من ألهمَ العصفورَ نَقْرَ بُويضةٍ ؟
من ألهم النّحل انتِظامًا وافتِدا ؟

من في دُجى الأرحامِ صاغ خليّةً ؟
وهدى لها علقًا ، وصمّم موْلَِدا؟

من كرّم الإنسانَ بينَ خلائقٍ ؟
وحباهُ بالعقل السّليم وأرْشَدَا ؟

إنّ التّدَبّرَ في البعوض مُحيّرٌ
ما الحلّ لو أنّ البعوض تمرّدا؟

أفما ترى الأنوارَ تكتسح الفضا؟
ماذا سنفعل لو توالتْ سرمدا؟

أفما ترى ليلَ السّكون وطوله؟
ما الحلّ لو أنّ الظّلامَ تمدّدا ؟

فيمَ الجحودُ ؟ وغيثُ ربّك واضحٌ
وعناد بغيك يستزيد تشدّدَا

واللهِ لو تلقى حلاوةَ سجدةٍ
وإنابَةٍ ، لن تستَزِلّ مُجَدّدا

مُدّ اليدا ، جَنّبْ فُؤادَك قَسْوَةً
وتَقَلّبًا ، وتَنَطّعًا ، وتَرَدّدَا

مُدّ اليَدا ، أحْرِمْ بِتَوْبَةِ صادقٍ
أطلقْ عِنانَ الرّوحِ واسبحْ في المَدى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق