بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

العدد 1 لسنة 2017 ... أيّ شيء في بلادي ... للشاعر التونسي شكري مسعي


 العدد 1 لسنة 2017

أيّ شيء في بلادي

للشاعر التونسي شكري مسعي




أيّ شيءٍ في بلادي لم يعدْ وهما غريبْ
أيّ شيء ٍلمْ يعدْ حلما شريدا في جفون الطفل
في عين المشيبْ
أيّ شيءٍ لم يعد كابوسَ خوفٍِ ..لعنة َحمقاءَ
في كلّ الدّروبْ
في عويل المرأة الثكلى تُريق الدّمع من دفق النّحيبْ
في عيونٍ أطفأت أنوارَها الأحزانُ قهرا
في ربى ليلٍ غضوبْ
في الخطى الصمّاء ترنو لانبلاج النور
في الفجر الكذوبْ
في ارتعاشِ الكوخ
في دمع اليتامى
في وجوه خطّـّها سيفُ الشّحوبْ
و الغفاة الأثرياء نائمونْ
ينعمونْ
بارتشاف الدّفء من يمّ العيونْ
لم يجوعوا ..
كيف للجوع اللّعينْ
أن يعضّ الجيب منهم و البطونْ
هؤلاء المترفونْ
لم يعيشوا مثل آلاف الجياع البائسينْ
مثل من ماتوا ليحيا الفاسدونْ
هؤلاء المترفونْ
هم لصوصٌ ..
همْ جناةٌ ..
تاجروا بالأرض ..باعوا طهرها للغاصبينْ
لم يكونوا غير أنذالٍ بغاةٍ
همْ حماة الدّار بل هم سارقوها
أيّ شيءٍ في بلادي لم يعد ذكرى للأفراح فقيدهْ
كلّ شيء في بلادي صار وهما ..
صارظلا ..
صارلا أدري ..
سرابا ... أم يبابا ...
أم عذابا ... أم غباء..
أم جنونا .. أم ذنوبْ ..
لم نعد ندري ..أمازلنا نريد العيش
أعني ...
هل ترى مازال بالإمكان أن ننوي ارتكاب الرّغبة الحمقاء
كي نحيا
و كي ننسى جراحا من كوابيس الهـروبْ
أيّ شيءٍ في بلادي لم يعد يقتات صبري
يسرق الأحلام منّي
يزرع الأورام يغتال القلوبْ
كلّ شيءٍ لم يعد شيئا سوى
أنّا نباع اليوم في سوق الحروب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق