بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 يناير 2017

العدد 2 لسنة 2017 .. مبدعون من بلادي (الشاعر زاهد مرزة حمزة المسعودي) .. بقلم : علاء الأديب


العدد 2 لسنة 2017

مبدعون من بلادي (الشاعر زاهد مرزة حمزة المسعودي)

 بقلم : علاء الأديب



التقديم:
.......
لم ولن تظهر عليه ملامح غير ملامح الأسى ..صورته التي تحمل بين تقاسيمها وجعا عراقيّا معهودا بأهله ليست غريبة عليّ وانأ أحدّق فيها .رسمت على وجهه أوجاع العراق خارطة صارت هوية كل عراقي مخلص محب لوطنه. من خلف تلك الملامح كنت اشعر بأنين الإبداع المنبثق عن روح سجينة خلف غياهب التغييب من جانب وخلف سلطة وقسوة التفاهات التي صارت تسود سوح الأدب وصارت تعتلي بلا رادع منابره وتتحكم بمقدرات المبدعين الحقيقيين الذين شاءت لهم الأقدار أن يقبعوا خلف جدران النسيان أو التناسي.
الشاعر العراقي المبدع الذي سأتحدث عنه هذا اليوم لم تسنح لي الفرصة أن اعرفه من قبل لولا كرم صديقي الشاعر أحمد جواد الذي عرّفني عليه من خلال صفحات الأنترنيت.
وما أن تعرفت عليه حتى شعرت بأنّي أقف أمام طاقة شعريّة هائلة مصدرها طاقة انسانيّة أكبر حجما وأشدّ هالة.
يكتب شاعرنا الشعر العربي العراقي والشعر العربي الفصيح بذات الإبداع وذات السموّ والنتانة سبكا وحبكا.
شاعرنا كبير الشأن بما منحه الله سبحانه من موهبة عظيمة استطاع ان ينميها ويجعلها حرفنة مقتدر .
لكنّه قليل الحظّ وهذا ما لاحظته من خلال سيرته الذاتية التي زودني بها بعد أن طلبتها منه رغبة منّي بالتعرف على الساكن خلف جدران الإقصاء والتهميش في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة الى اصحاب الإشعاع العفويّ المفعم بحبّ الوطن والمستمد من أفراحه واتراحه.
اترككم سعيدا مع سيرة هذا الشاعرالمبدع ومجموعة من نصوصه الشعريّة تاركا لكم ان تتعرفوا على ما من أسعدني التعرف عليه انسانا وشاعرا.
علاء الأديب
تونس – نابل
3-1-2017

الشاعر زاهد مرزة حمزة المسعودي من مواليد عام 1950 وتحديدا في 30-12-1959..في محافظة واسط.
تأثر في بداياته في نهاية السبعينيات بالشاعر الكبير نزار قباتي رحمه الله والذي كان له الفضل الأكبر في تحفيز روح الإبداع لدى شاعرنا.

اعتلى مزهر المسعودي أول منصة أمام الجمهور عندما كان طالبا بكليّة العلوم – جامعة بغداد في مدينة الأعظمية وقد لاقى نجاحا كبيرا بين زملائه في حينها.
اعتذر المسعودي عن تلبية طلب الإتحاد الطلابي في الجامعة عن المشاركة في مهرجان للاحتفال بميلاد الرئيس صدام حسين في حينها لعدم إيمانه بمنهجية حكم الرئيس . وهذا ما ضيّع عليه فرصة كان من الممكن ان تخدمه في الظهور وقد اعتذر عن ذلك على انّه شاعر مبتدئ وقد وافق الإتحاد على اعتذاره على ان يشارك في العام القادم وهذا ما دعاه أن يترك مقعد الدراسة في كليته ولأسباب ماديّة قاهرة اخرى.وقد اضطر شاعرنا امام كلّ هذه الضغوطات ان يلتحق بالجيش لأداء الخدمة الإلزامية ومنها الى التطوّع حتى رأى نفسه قد انهى مشواره ومستقبله حتى احتلال العراق عام 2003.
كتب الشاعر قصائده خلال تلك الفترة التي كان فيها معارضا للحكم متخفيا في دفتر كبير ينام تحت رأسه.
حتى جاء اليوم المظلم الذي سرق فيه هذا الدفتر في ثكنته العسكريّة فضاع معه مجهود حقبة الثمانينيات .
ركز شاعرنا في حقبة التسعينيات على كتابة النصوص الغنائية حتى بلغت مئة نص.
وقدم بعضا منها لمطربين عراقيين من امثال مهند محسن وعقيل موسى على امل غنائها إلاّ إن مصالح الكبار من الشعراء حالت دون خروج تلك النصوص الى النور . سحب شاعرنا نصوصه وأحرق كل ما كتب كردّ فعل على واقع أدبي مرير .وقرر التوقف عن كتابة الشعر نهائيا وهذا ما كان بالفعل .
عاد شاعرنا الى كتابة الشعر الفصيح والشعبي عام 2012 بعد أن دخل عالم الفيس بوك وبعد أن قرأ قصائد الآخرين التي كان بعضها حافزا لعودته الى عالم الكتابة والإبداع فيه.
ما أن انتهى عام 2013 حتى ظهر اسم المسعودي ضمن اسماء مهمة لشعراء عراقيين اتاح لهم الانترنيت ما لم تتحه المحافل الأدبية في البلاد وهذا ملفت له الانتباه. فقد دعنه على اثرها القنوات الفضائية والمهرجانات والأمسيات ومنصّات المركز الثقافي البغدادي وقد حصل على الكثير من الشهادات والجوائز من منتديات ادبية مهمة.
عاد لينقطع مرة اخرى عن نشاطه الأدبي والظهور لأسباب تتعلق بالساحة الشعرية وتحفظه على الكثير مما يشوبها مما يراه لا يتناسب مع طموحه الأدبي وقد كان لأسبابه الخاصة ايضا تأثيرها الكبير الذي دعاه لهذا الانقطاع.
وعلى الرغم من كل ذلك فشاعرنا الآن عضو في رابطة شعراء المتنبي للشعر العربي.
وعضو في جمعية الشعراء الشعبيين العراقيين.
ولازال يكتب الشعر العربي والشعر الشعبي.
إلا انه يعتذر عن كل حضور مرئي أو مسموع أو مقروء.
لذا فإنّي لم أحظ سابقا بالتعرف اليه لولا صديقي الشاعر جواد الكعبي الذي أشكره من القلب لأنّه قد دلّني بالفعل على طاقة أدبيّة عراقيّة لا يستهان بها ولا يمكن أن يمرّ بها مهتم بالمشهد الثقافي العراقي مرور الكرام.
لذا فقد تتبعت الرجل بدقة وباهتمام بالغ لأصل الى حقيقة كنت اجهلها .ولقد توصلت بالفعل الى أكثر مما توقعت.
وهذا ما دعاني الى أن أنشر له العديد من قصائده في مجلة صدى بغداد التي ارأس تحريرها والتي احرص فيها دائما على اقتناء ما هو الأجمل والأبلغ والأمتن من النصوص الشعريّة .
لقد كانت نصوصه الشعريّة هي التي تفرض نفسها على ذائقتي لما فيها من صور الإبداع من جميع النواحي بما فيها الينيويّة والصورية . وأكثر ما أكبرت بنصوصه الشعرية ذلك الجمال المتمثل بأسلوب الحداثة داخل العمود . فهو مجدد في اسلوبه لم يبتعد بحداثته عن الأصول الشعرية الأولى .ولا أدعي بأن زاهد هو أول من سلك طريق الحداثة في إطار العمود من شعرائنا العراقيين المبدعين إلا إنّني أكبر وأشيد باختياره اسلوبه الخاص في هذا المجال. وهذا ما ستكون لي وقفة عليه في المستقبل القريب لأتناوله بكلّ ابعاده بإذن الله تعالى.
وأخيرا لا يسعني إلا أن اترككم مع نماذج قد اختارها لنا الشاعر من شعره العربي والشعبيّ.
آملا أن التقي بكم مجددا مع مبدع آخر من مبدعي بلادي
والسلام عليكم ورحمة الله.


علاء الأديب
تونس – نابل
8-1-2017


نماذج من شعر الشاعر المبدع زاهد المسعودي
الشعر العربي
(1) النهاية
.........
منتهى الأجسامِ في الدنيا غبارْ
............. والأماني تتلاشى كبخــارْ
.
رحلةُ الآلامِ تطويها حتوفٌ
............ ثمَّ نجتازُ سنينَ الأصطبـــارْ
.
ليس خوفي من لقاءِ الموتِ لكن
............علّةُ الخوفِ رهابُ الأنتظـــارْ
.
أيها العمرُ الذي ما نالَ شيئاً
......... من متاهاتِ المنى غيرَ العِثـارْ
.
أيها الطيفُ الذي أربيهِ دهراً
......... ما انتظاري ولقد فاتَ القِطـارْ
.
أن ما أفنيهِ لا أُدعوهُ عمراً
..... بل جحيماً تحتَ أسمٍ مستعارْ
.
كلَّ ما فيَّ خرابٌ كيفَ أحيا
......... بفــؤادٍ هدَّ ركنيهِ انشطــارْ
.
واجتياحٌ عاثَ في الروحِ فساداً
.............لاغترابٍ كحميمِ الأنصهارْ
.
صرتُ أبغي الموتَ سعياً لقرارٍ
....... . ينتهي في مرتقاهُ اللا قرارْ
.
ربما البرزخُ أرجى لفقيــرٍ
... لا يرى الدنيا سوى محضِ احتضارْ
.
كلُّ ذي فقـرٍ فساعٍ لكمالٍ
.............أنما السعيُ صنيعُ الأفتقـارْ
ـــــــــــــــــــــــــــ
(2)ناكث الوعد
............
أراهُ وقد القى المجامرَ في الحشا
...... فاُرقِبُ بردَ الغيثِ منهُ فلا أرى
.
سوى مُزْنِ الأصيافِ تُغري برَعْدِها
............ تباريحَ ظمآنٍ تدَعدَعَ في العرا
.
وكنتُ اِذا يظمى أسيلُ بكفّهِ
........ كما مطرٍ يطوي السماءَ مبعثرا
.
تربّى بروضِ القلبِ ظَبيُ مَفازَتي
............فيا أسفاً حينَ استطالَ تنمّرا
.
فما زادني اِلّا تواعُدَ ناكثٍ
........ ولا زادني الاِسفافُ اِلّا تصبّرا
.
يدغدغُ جوفَ الليلِ زَخرَفُ طيفهِ
..... اُهاديهِ بالأشواقِ يَحرِمُني الكرى
.
ولا لرسولِ العينِ يَشفقُ قلبُه
.........لمدمعها الجاري يفيضُ تجبّرا
.
بمعسولِ ألفاظٍ أصبتَ مَقاتِلي
............فيالكَ من شَهدٍ حلاهُ تمرمَرا
.
تبخّرتِ الجدوى بقيظِ مَطالهِ
......... وتأويلُ أضغاثي تقهقرَ مدبرا
.
أذا ليلُ صبٍّ لا حبيباً يضيئُهُ
...........فلا أنجماً هلتْ وصبحاً أسفرا
.
ولا مرحباً بالعمْرِ ولا اهلاً بهِ
...... أذا كانَ صفوُ العشقِ فيهِ مكدّرا
.
أطاحَ بأحلامي عَصِيُّ وصالهِ
.........فلا عبلةً أجلى السرابُ و عنترا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3)قصدت العيد
قصدتُ العيدَ من نابِ التمنّي
........يسابقُني اِليهِ حسنُ ظنّي
.
فلمّا جِئتُهُ بقديم ثوبٍ
............اُرافقُ اُمّةً جاءتْ تُهنّي
.
فأجلسهمْ بجانبهِ وَقاراً
..........وأوقفَني! فنالَ الذلُّ منّي
.
بقربِ البابِ حيثُ النعلِ لمّا
.....بدا من هيئتي فَقري وضنّي
.
فقلتُ لهُ أعيدُ اللهِ هلّا
....... بتوقيرٍ يراعي كبرَ سِنّي؟؟
.
فقالَ مقطِّباً لي بازدراءٍ
........لقد اخزيتني فأليكَ عَنّي
.
تعلّمتُ بذا اِن قيلَ هيّا
..........اِلى الأعيادِ التزمُ التأنّي
.
فلا حشرٌ -وهذي الناسَ- عيدٌ
............. واُرحٍ للرزايا تطحننّي
ــــــــــــــــــــــــــ
الشعر الشعبي:
في الشعر الحر المفتوح))
أنه وشمة .. أحبّك
......... بيده خطهه الضيم
وگلادة حزن متعلّگه ابجيده
.
عشرة ليل
ويغازل خلگ سكران
لعّابه وطفل .. أتمرجح ابأيــده
.
ويّه الضيم
عندي اشكثر تذكارات
يجمعنه هوَس صيّاد بالصيده
.
مرافَـگ ذيب كاسِر
....... هايم ابمكسور
يترنّح وحيد وتايه ابّيــده
.
يجرحني لأن
ونّــي ابعذوبـة نـاي
دوم يحب يگلّي من الطرب عيده
.
عندي احساس برعم
يم صخر مشتول
وجناح الفراشه الحاضن القيــده
.
عود اخضر ابگلبي
.......... يغازل الغدران
وطير يناغي امل ماعاف تغريده
.
...... ينازع موت
ينهي المحنه بس هيهات
اليحب الحياة الموت ما يفيده
القيدة: الشفرة
ـــــــــــــــــ
في وزن النصّاري:
شگد مشتاگلك واتمنى الاگيك
............. بگليبي حجي يترس حلگ بيــر
نزلَتْ من جبت هالليله طاريك
................... دمعاتي وجوت خد التصاوير
يا لگطة عمر كل لولـه مابيك
.................. ولا منّك شفت فد يوم تقصير
كل هدوة سحر بالطيف اتانيك؟
................ واجبر خاطري بصبر النواعير
يا اعـز الحبايب كـون اراويــــك
............... مرأى العين لن ما يوفي تعبير
أمثلّـك صفنتي وراح أبجّيك
............. خشبه وخاضعه لدگ البسامير
من دونك صفيت ابّين اعاديك
............ ريشه تلوجهه انياب الأعاصير
باحساس المسافر صرت اناجيك
............... والعايش ابغربه سنينه تبذير
ـــــــــــــــــــــ
من الشعر المفتوح ايضاً:
تعال انطلّگ الدنيا ونودّع ريحة البارود
ونيمّم هوانه لجاسر الدردار
نشرب شوگنه ونسكر
.
اعرفك تستحي وصدرك صراير شوگ
ودّه يبوح .. ما يگدر
.
تعال وطش بخت واملي القهر بالكيف
لو تدري اشكثر مشتاگ يم وجهك اسيح بهيد
على صاج الصدر واخدر
.
گلبك نار وعيون الگرايب سيل
وسيوف اللسِن وحجايتك منحر
.
يشعلني اويِسَتّوَك ليل
وامطگ من اضُوگك طيف
جوعان وأشوفك عنبر امهدّر
.
تعال وبرّي ذمتك
وافصل الشوغات بمشابگ .. تطلبك بوس
گبل اللهفه ساعة طيش من اشفايفك تثأر
راوي ابهرشك الشمّام .. وبصدري اشكثر صيّام
تتنه غروب ..
من خدّك تبل الريج وبشفتك توالي الليل تتسحّر
.
تعال الخاطر الصفنات
عاجر هندس الواهس وافزعك يا گمر..
لا عنّي تتأخر؟؟
.
شمتاني؟؟
العمر ظل ابطرگ عودان
والبال اشتعل والراس جيّم شيب
خل نرحل لعالم ما وراء الخوف
يا بعد الضوه لجم دوب جاك الواوي جاك الذيب؟؟
اشوفك وازلف واضطر
اجرّ بسلسله عيوني لمسافة موت
عنّك وارجع اتحسّر؟؟
تعال وياي
ــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق