العدد السابع لسنة 2017
حامد أبو طلعة (الحداثة في اطار العمود)
بقلم :علاء الأديب.
يعد الشاعر العربي السعودي (حامد ابو طلعة)
من شعراء القصيدة الكلاسيكية العمودية التي تزخر بمظاهر الأصالة العربية من النواحي البنيويّة لهذا النوع من القصائد إلاَ أن المختلف الذي ميزه عن بقية أقرانه شعراء هذا العصر هو ما قد امتاز به من محاولة للدمج بين أصالة روح القصيدة وروح الحداثة في الشعر ..روح هذا العصر بقالب عصر السالفين ....
تعتبر نصوص حامد أبو طلعة الشعرية من النصوص الثرية بمعانيها المتعددة بصورها الشعرية الأخاذة حتى أن بعض منها يكاد أن يكون صالحا كمادة تدريس لطلبة الشعر في المحافل التعليمية لما فيه من نضج واضح في الرؤيا الفكرية وصلابة في بناء القصيد العمودي .فليس هناك ما يترنح أو يتمايل فيما يسطره لنا الشاعر في أبياته . بل أن جميع ما قد قرأناه له يأخذ طابع الصلابة والمطاولة .. وهنا تشخص فروسية الكلمة النابعة من القلب القوي بالأيمان وصلادة الموقف (لقد اقترنت كلمته بموقفه) و(أقترن موقفه بالكلمة التي يعبر بها عنه)) .
لقد استطاع حامد أبو طلعة خلال فترة وجيزة من الزمن أن يختار لنفسه الهوية من خلال تمكنه من تطويع مفرداته وتسخير قدراته الشعرية بالكيفية التي صنع منها لنفسه تلك الهوية الملفتة للنظر .ولا اكتم القارئ سرا بأن هذا الشاعر فرض نفسه وشاعريته على الأخرين من خلال هويته التي اختارها لنفسه كشاعر . من هذا فأن القارئ المتابع لأعمال الشاعر لا يجد صعوبة في التعرف على عائديه نصوصه أليه بمجرد أن يقرأها ولو لمرة واحدة فقط حتى وأن لم يضع الشاعر لها توقيعا بأسمه. فأن كل كلمة في نصوصه تعلن بصريح العبارة بأنها تنتسب أليه مفاخرة بهذا الأنتساب .
أن تلك الهوية المختلفة عن غيرها بالرغم من أنها حديثة عهد ألا أنها قد أثبتت تمكنها من الصيرورة والبقاء بل والتطور ..فلقد كان للنصوص الحديثة لأبي طلعة معالم نضوج واضحة عن النصوص الأولى بما يزيد لهويته الأدبية رونقا إلى رونقها ودعامة آلى دعائمها..لم يخرج الشاعر عن لون هويتها الأدبيه ولم يجتر ملامح هذه الهويه لينسفها بل وضع ما يؤطرها بأطار جعلها ذات جمالية ومتعة في وقت واحد ولقد حصل هذا من خلال تطور الشاعر في التمكن من أدواته الشعرية ومن رغبته في أن يخلق لنفسه عالماخاصا به يحمل معه تلك الهوية مشاركةً ومناصفة..
ومن خلال متابعتي لاعمال هذا الشاعر المجد في علمهِ وعملهِ المثابر في شاعريته وشعره
فلقد وجدت ان هناك مايُثيرني ويفتح شهيتي للتنبؤ بأن ( ابا طلعه ) سيكون من الشعراء اللذين قد أسسوا للشعر مدارس تدرس فيها أساليبهم ومانهجوه من نهج في حياتهم الادبية واعتقد ان معطيات هذا التنبؤ لم تكن واهية بل انها معطيات ثابتة واقعية لايختلف عليها اثنان ممن قد حدّقوا بما جاد به ابو طلعه من اعمال شعرية ملأت المحافل الادبية ببريقها والقها وعبقها.
حامد ابو طلعة من الشعراء الذين اجد ان لا مناص من ان اتشرف بالتقديم لاعماله الشعرية الحرية بالدراسة والتمحيص لما تحمله هذه الاعمال من معانٍ عظيمةٍ ومن مساحاتٍ وامتدادتٍ فكريةٍ لايُستهان بها.
ولست هنا من خلال هذه المقدمة ساعياً لتقديم الشاعر الى الملأ او لأروج عن عبقريةٍ فكرية ٍجديدة فليس ذاك من اهداف مقدمتي الا أنني اهدف الى ان اطمئن الجيل بأن هناك من قد تمكن بالفعل من رفع راية الشعر في هذا العصر ومنحها ماتستحقه من التضحيةِ في سبيل بقائها مرفرفة بسماء العرب.
ولأشحذ في الشباب همّة ( حامد ابو طلعه ) بأعتباره أنموذجاً من نماذج العطاء العربي الزاخر ومثالاً حياً من امثلة الاراده الصلبه والعزيمة المتقدة.ليتمكنوا من ان ينهجوا ذات النهج سعياً لما سعى اليه ومازال.
علاء الأديب
العراق_بغداد
2010
العراق_بغداد
2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق