بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 أغسطس 2017

العدد الثامن لسنة 2017 .. عَـودَةُ الـشِّعْـر .. للشاعر السوداني بشير عبد الماجد بشير



 العدد الثامن لسنة 2017

عَـودَةُ الـشِّعْـر
 
للشاعر السوداني بشير عبد الماجد بشير

 

بَـيني وبَـيـنكِ كان الـشِّعْـرُ أُغْـنيَـةً
مِنِّي الحروفُ ومن عَينيك مَعْـناها

إيـقـاعُـهُ نَـبْـضُ قَلبَـيْـنا وأسْـطُـرُهُ
ذَوبُ الـمَشاعِـرِ في صِدْقٍ كتبناها


وقـد أقَـمنا لِطِـفـلِ الحُـبِّ مَـمْـلكَةً
وبـا لـعَـواطِـفِ مِـنَّا قـد حَـفَـفْـناها


تَـفَـتَّحَ الـوَجْـدُ وَرْداً في خَمائِـلها
وأثْـمَرَ الشَّـوقُ أَحْـلامَـاً جَـنَـيْـناها


وغَـرَّدَ الـفَـرحُ الـنَّـشْوانُ مُـبتَهِـجَـا
بينَ الـجَـوانـحِ مَـزْهُــوَّأً بِمَـغْـناهـا


ولم نَـدَعْ هَـمْـسَةً تُـذْكي صَبابَـتَـنا
إلَّا ونَـحْـنُ مَـعـَاً كُـنَّا هَـمَـسْنَـاهـا


و حَـولَـنا ظَلَّت الأيَّـامُ راقِـصَـةً
منْ خَمْـركَرْم هَـوانا كمْ سَـقيـناها


ثُمَّ ابْتعَدْنا وغابَ الشِّعْـرُوانْهَزَمَـتْ
كلُّ الأَمَـاني الَّتي كُــنَّا رَجَـونَـاها


واليومَ أقْـبلَ شِـعري بعدما يئِستْ
مِـنَّـا الـقَـوافي و ظَـنَّـتـنا نَـسيناها


من أيْنَ جاءَ ؟ سَلِي عَينيكِ وحدَهما
ولا جَـوابَ سـوى ذِكرى ذَكَرْناها


تَـفَجَـرَتْ عند لُـقْـيَانا وقـد سـئمَـتْ
نفسي سَـمَـاجَـةَ عَـيْـشٍ ما ألِـفْنَـاها


صِـرنا نُـكَـتِّمَ حـتَّى بَــوحَ أعْـيُـنِـنَا
وكلَّ أشْــواقِـنا عَـمْـداً وأَدْناها


ونُؤْثِـرُ الصَّمْتَ إنْ طافـتْ بِمجلِسِنا
بَعـضُ الـمَعاني ونَـخْشى لو أبَـنَّـاها


نخْـشَى تُـمَـزِّقُ عَــنَّا كلَّ أرْدِيَـةٍ
مِـن الـتَّـحَـفُّـظِ عن كُــرْهٍ لَـبِسْـناها


الـشِّعـرُ عـادَ فَعُـودي أنـتِ مَـنْـبَعُـهُ
وإنَّ حُـبَّـكِ في دُنـيَـايَ مـعْـنـاها


عودي إليَّ يعُدْ أمسي وتضحَـكُ لي
تلك الوُرودُ الَّتي يًـومـاً غَـرسْـنـاها


عودي إلَيَّ تَـعُـد للشِّـعْـرِ فَـرحَـتُـهُ
ويـملأُ الكـونَ أنْـغَـامـاً عَـشِـقْـنـاهـا .


***
بشير عبد الماجد بشير
السُودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق