بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 24 أغسطس 2017

العدد التاسع لسنة 2017 ... الحمد لله ... للشاعر العراقي براء الجميلي




العدد التاسع لسنة 2017

الحمد لله
 
للشاعر العراقي براء الجميلي




الحمدُ للهِ الذي أسقاني
كأسَ الحياةِ بدمعةِ الأحزانِ

يُوقِظْنَ في الليلِ البَهيمِ مَواجِعي
ويُثِرْنَ هَمّاً جَلَّ عن تبياني

هل يُفصِحُ الشِّعرُ المُحرََقُ بالجوى
عن سرِّ قلبٍ نازفِ الوجدانِ؟

ويَزورُني في الليلِ طيفٌ مُوْحِشٌ
يَغتالُ فِيَّ شجاعةَ النّسيانِ

من لهجةِ الزمنِ الكئيبِ قصائدي
تَروي فصولَ القهرِ والحرمانِ

تَجتاحُني الأمواجُ فرطَ كآبتي
وتحيطُ بي في رَهبةٍ نيراني

أنا إنْ مَشيتُ معانِداً طوفانَها
جَلَدَتْ فؤادي باللَّظى أشجاني

تُلقي بيَ الأهوالُ حيثُ مَدائني
ثكلى بلا فجرٍ ولا عنوانِ

كم مِن ليالٍ كُبِّلَتْ أقمارُها
عاشرتُها مُتوسِّداً هَذَياني

لأُعاقِرَ السُّهدَ المُخالِطَ شهقتي
أُسْقى نَجيعاً مِن طُلولِ جَناني

أوّاهُ يا وجعي المُرافقَ أزمني
حَتَّامَ تُدْمِنُ نشوةَ الطُّغيانِ؟

ما زلتَ مُذْ رؤيايَ دنيايَ التي
ما أَبهجتْني زَلْزَلَتْ أَكواني

بالغدرِ تَقتلُ كلَّ سَعْدٍ يَلتقي
رغمَ المَخاطرِ نَبضةَ (البركانِ)

ما زلتَ تَعزفُ فِيَّ ألحانَ النَّوى
تُلقي عليَّ عباءةَ التَّيَهانِ

لأَسيرَ كالمجنونِ أَضحكُ في الدُّنا
وجنائزي تَترى بلا أَكْفانِ

وَزَّعْتُ للأكوانِ وردَ قصائدي
أَلْبسْتُ مَن غَنّى لها تيجاني

رَغمَ ٱنكساري في الورى كحمامةٍ
عجفاءَ عانتْ سَطوةَ العِقْبانِ

سيَظلُّ صوتُ الحبِّ يَهتفُ في فمي
مهما تَوالتْ نَكْبةُ الأزمانِ

ويَظلُّ كُنْهُ الحبِّ سِرّاً غامضاً
يُحْيي ويُوقِدُ جذوةَ الأحزانِ

لا فرقَ في الأدوارِ حينَ نعيشُها
فالحبُّ يَكشِفُ أيُّنا ذا الجاني

نَظَراتُنا في الحبِّ خيرُ قصيدةٍ
عصماءَ تَفضحُ ثورةَ الوجدانِ

مهما سُتِرْنا في ثيابِ فضيلةٍ
أنفاسُنا تَبقى شهودَ عيانِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق