العدد الثامن لسنة 2017
الْقَوَارِيرْ...
للشاعر التونسي عبد اللطيف علوي
(مستوحى من الحديث الشّريف: رفقا بالقوارير)
رِفْقًا بِهنَّ ..
فَمَالَهُنَّ ..
إِذا تَراخَتْ رِيحُهُنَّ ..
سِوى وَجِيفِ دُمُوعِهنَّ ..
وَما لَهُنَّ ...
إذا مَدَدْتَ يديكَ تَغْصِبُ مالَهُنَّ ..
أَوِ اسْتَهَنْتَ بِما وَراءَ جمالِهِنَّ ..
سِوَى عَجائِبِ مَكْرِهنَّ وَ كَيْدِهِنَّ ..
لِتَعرِفَ ما عليكَ ..
وَما لَهُنّْ ...
رِفْقًا بِهِنّْ .. !
هُنَّ الْقَوارِيرُ اللَّواتِي لا يَهُنّْ ..
شَقَائِقُ الأَحرارِ في كُلِّ المِحَنْ .. !
مَنْ أَنْبَتَتْكَ كَبُرْعُمٍ في رَحْمِها ..
مَنْ أَطْعَمَتْكَ مَحَبَّةً مِنْ لَحْمِهَا ..
مَنْ كَحَّلَتْ عينَيْكَ بالْحُلْمِ الْجَمِيلِ،
وَ ضمَّخَتْ شَفَتَيْكَ بالْورْدِ الْبَلِيلِ ..
وَ مَنْ على مرِّ الْجِرَاحِ ..
كَفَتْكَ أُمًّا أَوْ وَطَنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِتِلْكَ الزَّهْرةِ الْمُتَكَبِّرَهْ ..
قالَتْ: " أَخي .. ! "
فَغَدَوتَ مِنْ فَرْطِ الْهُيامِ بِها أَبًا ..
كَمْ بِتَّ تَرْجُو أَنْ تُسامِرَها قَلِيلاً ..
وَهْي تَدْفِنُ رَأْسَها تَحتَ الْمِخدَّةِ،
أَوْ تَصِيحُ مُزَمْجِرَهْ:
" دَعْنِي أَنَمْ .. ! .. يا أَيُّها القِطُّ الثَّقِيلُ، وَ خَلِّنِي .."
كَمْ شاكَسَتْكَ كقِطَّةٍ مَوتُورةٍ !
لكنّها كانتْ إِذا خاصَمْتَها يومًا،
تنامُ كَزَهْرَةٍ مُتَكَسِّرَهْ .. !
وَ إذا تأخَّرْتَ اسْتثارَتْ دَمْعَها ..
وَإِذا شَجاكَ اللَّيْلُ كانتْ تَسْتَحِثُّ اللّيْلَ،
تَرْجُو آخِرَهْ ... !
وَ يَصيرُ بيتَكَ بَيْتُها مهما تَكُنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِهِنَّ، الْجَافِياتِ الْحَافِياتِ
على طريقِ الشَّوكِ عندَ السّاقِيَهْ !
البَاكِياتِ على الحَصى والْجَمرِ مثلَ سحابةٍ ..
النّاشِفاتِ عُرُوقُهنَّ
كما الْجُذُوع الْخاوِيَهْ .. !
الصَّابِرَاتِ كَخيمَةٍ مَهْجُورَةٍ ..
الزّاهِداتِ الزّاحِفاتِ
على شَفيرِ الْهاوِيَهْ !
رِفْقًا بِمَنْ يَبْنِينَ أَوْطانًا تَخُونُ وَ لاَ يَخُنّْ ..
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِمَنْ كانتْ تعلّمكَ الغرَامَ،
حبِيبَةً أَوْ زَوْجَةً ...
أَوَلَمْ تَكُنْ تنسَى بِها وَجَعَ الْحياةِ الفانِيَهْ؟
أَوَلَمْ تَكُنْ يومًا لَها .. ؟
أُمًّا، أَبًا ... وَ أَخًا .. وكَفًّا حَانِيَهْ!
أَوَلَمْ تَكُنْ ..
كَفّاكَ يَومًا سِتْرَها ..؟
عَيْناكَ تَحْفَظُ سِرَّها ..؟
أَوَ لَمْ تَكُنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
هنَّ الْعَزاءُ لِمَنْ حَزَنْ ...
هنَّ الْمَوَدَّةُ والسَّكَنْ. !
هنَّ الْقَوارِيرُ اللّواتِي لمْ يَهُنَّ وَلَنْ يَهُنّْ ...
رِفقًا بِهِنّْ .. !
(مستوحى من الحديث الشّريف: رفقا بالقوارير)
رِفْقًا بِهنَّ ..
فَمَالَهُنَّ ..
إِذا تَراخَتْ رِيحُهُنَّ ..
سِوى وَجِيفِ دُمُوعِهنَّ ..
وَما لَهُنَّ ...
إذا مَدَدْتَ يديكَ تَغْصِبُ مالَهُنَّ ..
أَوِ اسْتَهَنْتَ بِما وَراءَ جمالِهِنَّ ..
سِوَى عَجائِبِ مَكْرِهنَّ وَ كَيْدِهِنَّ ..
لِتَعرِفَ ما عليكَ ..
وَما لَهُنّْ ...
رِفْقًا بِهِنّْ .. !
هُنَّ الْقَوارِيرُ اللَّواتِي لا يَهُنّْ ..
شَقَائِقُ الأَحرارِ في كُلِّ المِحَنْ .. !
مَنْ أَنْبَتَتْكَ كَبُرْعُمٍ في رَحْمِها ..
مَنْ أَطْعَمَتْكَ مَحَبَّةً مِنْ لَحْمِهَا ..
مَنْ كَحَّلَتْ عينَيْكَ بالْحُلْمِ الْجَمِيلِ،
وَ ضمَّخَتْ شَفَتَيْكَ بالْورْدِ الْبَلِيلِ ..
وَ مَنْ على مرِّ الْجِرَاحِ ..
كَفَتْكَ أُمًّا أَوْ وَطَنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِتِلْكَ الزَّهْرةِ الْمُتَكَبِّرَهْ ..
قالَتْ: " أَخي .. ! "
فَغَدَوتَ مِنْ فَرْطِ الْهُيامِ بِها أَبًا ..
كَمْ بِتَّ تَرْجُو أَنْ تُسامِرَها قَلِيلاً ..
وَهْي تَدْفِنُ رَأْسَها تَحتَ الْمِخدَّةِ،
أَوْ تَصِيحُ مُزَمْجِرَهْ:
" دَعْنِي أَنَمْ .. ! .. يا أَيُّها القِطُّ الثَّقِيلُ، وَ خَلِّنِي .."
كَمْ شاكَسَتْكَ كقِطَّةٍ مَوتُورةٍ !
لكنّها كانتْ إِذا خاصَمْتَها يومًا،
تنامُ كَزَهْرَةٍ مُتَكَسِّرَهْ .. !
وَ إذا تأخَّرْتَ اسْتثارَتْ دَمْعَها ..
وَإِذا شَجاكَ اللَّيْلُ كانتْ تَسْتَحِثُّ اللّيْلَ،
تَرْجُو آخِرَهْ ... !
وَ يَصيرُ بيتَكَ بَيْتُها مهما تَكُنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِهِنَّ، الْجَافِياتِ الْحَافِياتِ
على طريقِ الشَّوكِ عندَ السّاقِيَهْ !
البَاكِياتِ على الحَصى والْجَمرِ مثلَ سحابةٍ ..
النّاشِفاتِ عُرُوقُهنَّ
كما الْجُذُوع الْخاوِيَهْ .. !
الصَّابِرَاتِ كَخيمَةٍ مَهْجُورَةٍ ..
الزّاهِداتِ الزّاحِفاتِ
على شَفيرِ الْهاوِيَهْ !
رِفْقًا بِمَنْ يَبْنِينَ أَوْطانًا تَخُونُ وَ لاَ يَخُنّْ ..
رِفقًا بِهِنّْ .. !
رِفْقًا بِمَنْ كانتْ تعلّمكَ الغرَامَ،
حبِيبَةً أَوْ زَوْجَةً ...
أَوَلَمْ تَكُنْ تنسَى بِها وَجَعَ الْحياةِ الفانِيَهْ؟
أَوَلَمْ تَكُنْ يومًا لَها .. ؟
أُمًّا، أَبًا ... وَ أَخًا .. وكَفًّا حَانِيَهْ!
أَوَلَمْ تَكُنْ ..
كَفّاكَ يَومًا سِتْرَها ..؟
عَيْناكَ تَحْفَظُ سِرَّها ..؟
أَوَ لَمْ تَكُنْ .. !
رِفقًا بِهِنّْ .. !
هنَّ الْعَزاءُ لِمَنْ حَزَنْ ...
هنَّ الْمَوَدَّةُ والسَّكَنْ. !
هنَّ الْقَوارِيرُ اللّواتِي لمْ يَهُنَّ وَلَنْ يَهُنّْ ...
رِفقًا بِهِنّْ .. !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق