العدد الحادي عشر لسنة 2017
قولي عفوت
للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي
ما زلتُ في سجني ومنّيَ خائفُ
ونديمُ كأسي حول كأسي طائفُ
وأنا عليكِ وما يزال يشدّني
حبٌّ وتنسجُني لديك مطارفُ
ما زلت فيك أدورُ بين شوارعي
بعيونِ روحي والطريق مخاوفُ
ما زلت وحدي في طفولة أضلعي
أنّى التفتُّ أبي أراهُ يُصادفُ
كيف ابتعدتُ وكيف جئت على دمي
أمشي وإنّي عن سنيني عازفُ
والذكرياتُ مناخُها بروائحي
وبكلّ دربٍ من جراحيَ عاصفُ
إنّي أحسُّ بلا هواكِ مضيّعاً
وبغير حبك لن تقامَ معازفُ
أقتاتُ وحدي من رغيفِ مواجعي
وضجيج رأسي للدموع يُلاطِفُ
إنّي بكيتُ وما أزالُ برحلتي
أطوي مضاربَ أضلعي وأجازفُ
إني أحنّ لزهرةٍ نبتتْ على
شبّاكِ جرحي والجروحُ نوازفُ
صوتي حنينٌ ما استراح للحظةٍ
حقّا أنا كلّي لكلّي آسفُ
وزّعْت قلبي في مناديلِ الضحى
دمعاً لترسلني إليكِ عواطفُ
أسعى جريحاً أضلعي عريانة
وفمي بآلاءِ الجوى يتقاذفُ
وأجيء زحفاً والخطى بي أُرْجِأَتْ
ويجيئني صوتُ الفراتِ يُكاشفُ
تسعى عيوني في نخيلِ غيابِها
وبها تُجَذِّرُ للحنين مراهفُ
قاسٍ أنا أدري وأدري أنّني
أمشي وتركضُ للوداعِ مشارفُ
لكن وما زلتُ الظنينَ بحبها
خلفي تطاردُ للخيالِ زعانفُ
أنا لن أعودَ ومقلتايَ تيبّستْ
والظلُّ يا وجعي كظلّي تالفُ
ظلٌّ لمكتبتي ودفترِ لهفتي
وعلى الرفوفِ تصيحُ فيّ مصاحفُ
ونشيجُ مسبحةٍ تريدُ أصابعي
وغبارها كغبارِ عمري لاهفُ
سجّادة طُوِيَتْ ولَمْلمَها الأسى
وإلى الركوعِ مكانُها يتراجفُ
يا أنتَ هذي ذكرياتك لم تزل
تدعوك ضحكتها وذاك الهاتفُ
هذي قصائدك التي دوّنتها
في الرفّ والعطرُ الغميرُ النازفُ
هذا مكانك ما يزالُ بدفئه
وعليكِ تسألُ لوحةٌ ومعاطفُ
أنا مذنبٌ أدري ببعضِ تطرّفي
لكنني منّي عليَّ لعاكفُ
وأخافُ لو مرّت عليك نُسَيمةٌ
من أنْ تمسّكِ أو إليكِ تُجانفُ
أنا قد فرشتُ إليك هدبي فالمسي
روحي به وبه ربيعك حائفُ
وجهي انكسارٌ واجتثاثُ مآربٍ
بينا هواك لظلّ غيري وارفُ
دوني اجلسي حتى نقيمَ شعائرا
وإليكِ أشكو ما أرى وأكاشفُ
قربي اجلسي ما زلت طفلك حلوتي
برمال شطك وجهه يتناصِفُ
وبحبه روح الحنين توشحت
بدمي وطرزها الندى المتكاثف
فأليك كل قصائدي نسّقتها
وفرشتها وسوى حنيني زائفُ
عندي اجلسي لمّي بقايا بسمتي
فيها جراحات النوى تترادفُ
هل تعذريني ربما أدري أنا
لا لا وأدري أنّ قلبك عاكفُ
هيّا اغفري زللي وبعض تطرّفي
فأنا ببابك يا حديثة واقفُ
يا أنت هل تدرين أيّة قسوة
أكلت سنيني والمِدى تتكاتفُ
جبلٌ من الأوجاع أرزحُ تحته
والشوقُ ذاك الشوق صوتٌ جارفُ
إنّي أحدّث والدموعُ على يدي
تجري اشتياقاً والضلوعُ رواجفُ
قولي عفوْتُ أنا بحبك زاهدٌ
وأنا لجرفك عابدُ ومُحالفُ
من فرط شوقي فيك يحرقني دمي
وإلى بقايا الروح فيّ يناصفُ
أنا مَنْ حببتكِ واكتويتُ بجمره
إنّي لأعجز ما يقول الواصفُ
فلقد حملت هواك في مدن النوى
والجرحُ فوق الجرحِ حوليَ زاحفُ
فمتى أراني أو أراكِ وهلْ أرى
داراً به روحُ الهوى تتآلفُ
فأنا حببت ولا بديل ولا أرى
حبّاً كحبي فالدموعُ ذوارفُ
أدمنتُ حبّك واعتصمْتُ بعروتي
ولكلّ زهرٍ غيرُ زهرِكِ قاطفُ
قيسٌ أنا وديارُ ليلى لم تزل
داري وإنّي في جنوني عارفُ
أنا لا أرومُ إلى هواكِ بدائلاً
كلّا ولستُ إلى سواكِ أُحالِفُ
لا لست أشركُ في هواكِ (حديثتي)
أو إنّني يوما إليهِ أخالفُ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق