العدد الثالث لسنة 2018
حبيبتي
للشاعر السوري عبد الناصر طاووس
حَبِيْبَتيْ أسْلَمَت ْلله مَلجَاهَا
مُذ ْودَّعَتْ مَوْطِنَ الأحبابِ ملفَاهَاْ
مُذ ْودَّعَتْ مَوْطِنَ الأحبابِ ملفَاهَاْ
حيرى يكادُ لظىَ الأحزانِ يُتْلِفُها
والخاطِبُ الثَّكْلُ تَوَّاقٌ لِلقْياَهَاْ
والخاطِبُ الثَّكْلُ تَوَّاقٌ لِلقْياَهَاْ
فالدارُ ثكْلَى تَنُوحُ البَيْنَ فُرْقَتها
تُرَدِّدُ الدارُ مَا قَصَّتْ حَكَايَاهَـاْ
والأهلُ دونَكِ لا تَحْلُوْ مَعِيْشَتَهُمْ
والعَيْنُ تبكي دَمَاً والَهمُّ يَغْشاهَاْ
والرُّوحُ بَعْدَكِ لا يَصْفُو تَكَدُّرُها
والصَّبْرُ وحدَهُ بِالإشْفَاقِ أغْرَاهَاْ
وفي المدينةِ شيءٌ مِنْ رَسَائِلهَا
وبَعضُ أُنْسٍ تَبَقَّى في حَنَايَاهَا
وحالتي كادَتِ الأيامُ تُفْقِدُها
صَفْوَ الحياةِ وهَذَا الَبْينُ أدْمَاهَاْ
أمست مرابعنا بالروح خاويةً
أمست تئن وما أشجاني أشجاها
أُخْفِي اشتياقي وما أَخْفِِيْهِ مِنْ ألمٍ
على الحَبِيْبَةِ كَمْ عَانَيْتُ فُرْقَاهَاْ
أبْكِي دَمَا ًوأنَا المَنسيُّ فُرقَتَها
فما َترِقُّ ولا تُبْدِي نَواياهَاْ
في الشِّعْبِ تَحْتَ ظلالِ الأيكِ مِنْ حُلُم
أضْحَى يَتُوقُ إلى إرْجَاعِ ذِكْرَاهَاْ
تَجْلُو بعَالَمِهِ أشْجَانَ وحْدَتِهَـا
وتلْحَفُ اللـيلَ كَمْ ذَا الليلُ أضْنَاهَاْ
تَبْكي الحُظُوظَ وأياماً لها سَلَفَتْ
تَبْكي الَمَآرِبَ كَمْ عَزَّتْ بِدُنْيَاهَاْ
كَلَّتْ عواهُنهُا في جَنْبِ عَاشِقِهَا
والدَّهرُ بالضَّيْم باللواء غَطَّاهَاْ
كَمْ حَسْرةٍ لَثَمَتْ تَشْكُوْ مَرَاْرَتِهَاْ
كَمْ حُرْقَةٍ ظَهَرَتْ تَعْلُوْ ثَنَاَيْاهَاْ
يَاْ أُخْتَ خَيْرَ أَخٍ يَكْفِيْكِ مِنْ نَسَبٍ
حَسْبُ الأُبُوَّةِ أَنْتِ النَّبْعُ مَنْشَاهاْ
بِنْتَ الفُراتَيْنِ والتَّارِيْخُ مُدَّكِرٌ
كَمْ في جَوَانِبِهِ الأَمْجَاد خُضْنَاْهَاْْ
حَسْبُ القَوَاْفِيْ بَأَنِّيْ حِيْنَ أبْعَثُهَاْ
إِلَىْ الحَبِيْبِ أُوَاْسِي الدَّاْرَ مَغْنَاْهَـاْ
حَبِيْبَتيْ إِنَّمَاْ حَظِّيْ كَسُنْبُلَةٍ
إنْ هَزَّهَا الرِّيْحُ شَتَّتْ مَاْ جَنَيْنَاْهَاْ
مِنْ حُرقَة ِالرُّوحِ منْ أشْجَانِ فُرقَتِنَا
مِنْ صَمْتِ حظٍّ تَشَظَّى إثْرَ هِجراهَاْ
لَعَلَّ شملَاً بُعَيدَ الشَّتِّ يَجْمعَهُ
رَبَّي فَأنْسى بِهِ الأنَّاتِ والآهَاْ
لا يَعرِفُ الوَجْدَ إِلّا مَن بِهِ وَلَهٌ
وَلا الصَـبابَةَ إِلا مَنْ تَحَرَّاهَاْ
إنِّي عَشِقْتُ وعِشقي لا حُدُودَ لَهُ
نَسَجْتُهُ لِعُيُونِ الغِيْدِ أغلاهاْ
وَهِيَ اشْتِيَاقِي وَمَالِي دُونها أمَلٌ
وَهيَ إلَملاذُ وإنْ عَزَّتْ سَجَاْيَاْهَاْ
حَتَّى إذا عَلِمَتْ حُبِّي وقَدْ أَيْقَنَتْ
أنِّي الَمشُوقُ إلى مِرْسَالِ يُمْنَاهَاْ
أوحَتْ إليَّ بمَا لا تَرْتَضِي مُقَلِي
وأفْصَحَتْ ليَ مَا أخْفَتْ طَوَايَاهَاْ
أَلَيْسَ في الشِّعْرِ مَاْ يجَلُو تَكَدُّرَنا
وفي اللِّقاْ أَمَلٌ بالوعْدِ منَّاهَاْ
أَلسْتِ أَنْتِ المُنى في غُرْبَةٍ حَكَمَتْ
على العَشِيْقَيْنِ مِنْ لُقْيَاً تمنَّاهَاْ
كَأَنَّهَا البَدْرُ في إشْراقِ طَلْعَتِهِ
والشَّمْسُ لاذَتْ إلى أكْنَافِ مَرْسَاهَاْ
آهٍ مِنَ العِشْقِ يَا ريم وَأَقْلَقَنِي
جَوٍْرُ الزمان وَمَاْ آذَانِي آذَاهَاْ
لمْ يبَْقَ من حُلمي في الطَّيْفِ غَيْرَ
رُؤىً ومُنْيَةً كَاْدَتِ الأيامُ تَسْلاْهَاْ
إِنِّي وَهَبْتُ لَهَاْ الأَشْعَاْرَ مُثْقَلَةً
رُوْحِي وَقَلْبي وَعَقْلِي في مَزَايَاْهَا
عبدالناصرطاووس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق