بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 مارس 2018

العدد الثالث لسنة 2018 لِسَانُكَ للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز



العدد الثالث لسنة 2018

لِسَانُكَ
  
للشاعر العراقي الدكتور ابراهيم الفايز 



لِسَانُ الْفَتَى سَيْفٌ سَلِيطٌ إذا نَبَا
وَدُرَّةُ غَوَّاصٍ إذا الطِّيبُ أَطْنَبَا

وَإِنْ حِكْمَةٌ شَعَّتْ وَشَاعَ حَكِيمُهَا
لِسَانَاً تَرَى مِنْ خَلْفِها قَدْ تَسَبَّبَا


أَلَمْ تَرَ خَلْفَ الزَّاحِفِينَ إلى الْعُلا
نِسَاءً لَهُنَّ الْعَزْمُ والصَّبْرُ ما خَبَا


وَمَا طَابَ ذِكْرُ الْمَرْءِ إِلَّا لِأَنَّهُ
تَمَكَّنَ مِنْ جَعْلِ اللِّسَانِ مُهَذَّبَا


وَلا كَبَّ بَعْضَ النَّاسِ إِلَّا حَصَائِدٌ
لِأَلْسِنَةٍ تُلْقِي اللّجَاجَةَ مَذْهَبَا


وَمَا أَهْلَكَ الْإنْسَانَ مِثْلُ لِسَانِهِ
وَلَوْ صَانَهُ أَكْساهُ حَتَّى تَجَلْبَبَا

لِسَانُكَ فِيهِ الْقَيْدُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
حَبيسٌ فَإِنْ أَطْلَقْتَهُ لَجَّ أَوْ نَبَا


لَهُ قُدْرَةٌ أَنْ يَكْسِرَ الْعَظْمَ وَالْعَصَا
وَيَأْسِرَ رَبَّاتِ الْخُدُورِ إذا صَبَا


وَيُعْلِنَ حَرْبَاً كالْبَسُوسِ سِنِينُها
سَتَحْرِقُ مَنْ شَبَّتْ عَلَيْهِ وَمَنْ حَبَا


يُقَرِّبُ مَنْ شَطَّتْ عَلَيْكَ دِيارُهُ
وَيُبْعِدُ بالتَّفْريقِ عَنْكَ مُقَرَّبَا


وَيَرْفَعُ بالْمَدْحِ الجَّمِيلِ أَراذِلاً
مُبَطَّنَةً حِقْداً وَيَزْرَعُ مَخْلَبَا


وَمَا حَرْبُنا إِلَّا لِسانٌ مُداهِنٌ
تَمَكَّنَ مِنْ حَقْنِ الْخَدِيعَةِ مَطْلَبَا


فَأَشْعَلَها حَرْبَاً ضَرُوسَاً وَقُودُها
شُعُوبٌ فَلَمْ تَهْدَأْ فَأَرْدَفَ مُرْعِبَا


بِتَمْزِيقِهَا حَتَّى اسْتَحَالَتْ كَأَنَّها
تُسَاقِطُ مِنْ أَعْلَى الْمَجَرِّةِ كَوْكَبَا


لِسانُ الفَتى إِنْ طَابَ طَابَتْ خِصَالُهُ
وَإِنْ خَابَ أَبْلَتْهُ الْحَوَادِثُ أَخْيَبَا


...............................................
معاني الكلمات
——————
نَبَا : شَذَّ ، قَبُحَ قولُهُ .
أَطْنبَ : تَفاخَرَ .
أللّجاجَةُ : مصدر لَجَّ ، وهي اختلاط الأصوات .
تَجَلْبَبَ : لَبس الجلباب ، وهو لباس واسع يُلبس فوق الثياب .
حرب البَسُوس : هي حرب قامت بين قبيلة تغلب بن وائل وأحلافها وبين بني شيبان وأحلافها بسبب قتل ناقةٍ قيل استمرت أربعين سنة ، والبسوس هي بنت منقذ من تميم
، والقصة معروفة.

هناك تعليق واحد:

  1. يا من تضيء الدروب بكل جديد يا سيد الحرف يا سيد القوافي يا وحي القلم يا صاحب الاطلال الباكية يا صدى بغداد اتيتنا اليوم بثريا واجبة الاهمية في حياة الافراد والشعوب لان اللسان هو المعبر الحقيقي عن الشخصية فكم انار درب المحبين بوصلهم وكم اشعل الحروب بين الافراد والقبائل والدول وعلى كل من يتلذذ بكلماتك اسداء النصح والشكر لك على انتقائك ما يفيد حقا انك موفق الاختيار بل وملهم ومبدع يابن العراق الحبيب منحك الله عمرا مديدا لتنفع فيه وطنك والعرب كافة ايها الشموخ بعينه يامن
    نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
    دعواتي وتحياتى الحارة لشخصكم الكريم

    ردحذف