العدد الرابع لسنة 2018
الراهبه
للشاعر العراقي سالم ابراهيم حسن
يا مَنْ أَرَقتِ الدمعَ والعَتبا
كَذِباً فقلبي عافَ وأنْسحبا
كَذِباً فقلبي عافَ وأنْسحبا
وهناً حملتِ العشقَ لا وجعاً
إذ مالَ منكِ الشوقُ وأنسكبا
سِجناً بَنيتِ الحبَّ وأعْتصرتْ
فيكِ الأماني رعشةً وصَبا
حتّامَ أحثو الهمّ في سُهدي
إذ يَعتريني الغمُّ والنَصبا
قد كنتُ عفّرتُ الهوى ولهي
وذرفتُ حِسّاً عابقاً وَصِبا
ما كنتُ أدري أنّ راهبةً
عقّتْ مُناها وأحْتستْ شَغَبا
بئرٌ من الحرمانِ واعجبي
أبلتْ دلائي ماءها سغَبا
في ديرِ قلبي أحْرمتْ قمراً
وأسْتأنستْ أضلاعي ما خَضِبا
كانتْ دعاءاً في لظى شفتي
أتلوهُ في ليلِ الهوى رَغَبا
كانتْ كطيرٍ شادنٍ غَرِدٍ
رقّى فؤادي عازفاً طَرِبا
تغفو حروفي بينَ مبسَمها
شِعراً يَراعي آنِساً كَتَبا
وأخْضرّ عُمري نَورساً غَنِجاً
لمّا تهادى عِشقها عِنَبا
لو كنتُ يوسُفَ مِديتي جرحتْ
من بعدِ جمعٍ نسوةٍ رَهَبا
ولقد بَدى من بعدِ أُحجيةٍ
أنّ الذي أمّلتُ قد ذهبا
سكنَ الأسى ما بينَ خافقةٍ
كادتْ لتُردى فالهوى نَضَبا
عدّى زماني لاعقاً تعَباً
وشاقَ وجدي حبّها تعَبا
هذي التي أمّلتها لغدي
ثمّ أنْزوت في ديرها حُقَبا
ما كان منها غيرَ ناشزةٍ
فتّتْ حنيني والندى حَطبا
لو كنتِ ممّن في الهوى كلفٌ
قلباً ملكتِ وشاعراً عَذِبا
عشرونَ مرّتْ أوهنتْ رمقي
لم أخشَ الّا ضربةً عَضُبا
عشرونَ أوهتْ في الهوى سكني
فأنْهارَ جسر الحبّ مُنتَحِبا
تشكو لحاظي نظرةً غرقتْ
في يمّ غدرٍ عاصفٍ لَجِبا
لمْ أحْسُنِ التجذيفَ يا كمدي
فالحبُّ بحرٌ هائجٌ صَعِبا
بعد الذي قد بانَ من كذِبٍ
قرّرتُ عنكِ البعدَ مُحتسِبا
إنْ شئتِ عودى فالهوى عذِبٌ
كمْ مازحَ العشّاقَ ما وهَبا
؛؛؛؛؛
سالم ابراهيم حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق