بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 مايو 2018

العدد الخامس لسنة 2018 خاص بالشهر الفضيل في مدح الحبيبِ الشاعر الأردني حسن الكوفحي


العدد الخامس لسنة 2018 خاص بالشهر الفضيل

في مدح الحبيبِ 

الشاعر الأردني حسن الكوفحي 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
حَبِيبٌ بالْجَمالِ لَقَدْ أتانا
إلى سُبُلِ الْهُدى رِفْقاً دَعانا
بِوَحْيٍ في الْحَلاوَةِ فاقَ شَهْداً
وَقَلْبٍ في النُّهى مَلَكَ اللِّسانا
وَمَنْ رَفَضَ الْجَمالَ غَدا طَرِيداً
لِنَفْسٍ راحَ يَكْتَسِبُ الْهَوانا
( 2 )
وَيَأْسِرُنِي الْبَهاءُ إذا أبانا
وَيَصْهَرُنِي بِعِشْقٍ لا يُدانى
وَهالاتٍ لِألْماسٍ ضِياءٌ
بَرِيقُ الْحُبِّ مِنْ حُسْنٍ كَسانا
وَمَنْ نَكَثَ الْهَوَى هذا جُنُونٌ
حَبِيبُ اللهِ عَنْ هذا نَهانا
( 3 )
إلى حِبٍّ شَفِيعٍ جاشَ تَوْقِي
نِداءُ الرُّوحِ يَرْفَعُنا مَكانا
نَصيرُ بِعِشْقِهِ بَشَراً تَسامَى
وَمِنْ مَرَضٍ نُداوي مَنْ عَصانا
مُحَمَّدُنا لِأرْواحٍ هَواءٌ
وَهذا الْكونُ دونَ الْحِبِّ هانا
( 4 )
وَشَمْسٌ للنُّبُوَّةِ في سُطُوعٍ
وَلَيْلُ الْجَهْلِ وَلَّى مِنْ سَمانا
وَأصْنامٍ تَهاوَتْ مِنْ ضِياهُ
بِوَحْدانِيَّةٍ للهِ دانا
فَمَنْ تَبِعَ النَّبِيَّ يَظَلُّ شَمْساً
مُتارِكُهُ بِهِ الْإظْلامُ رانا
( 5 )
رَسُولُ الله شِرْعَتُهُ غَناءٌ
بِها الْإصْلاحُ لِلْأزْمانِ كانا
وَأصْحابٍ جِبالُ الْأرْضِ شُمٌّ
على نَهْجٍ لَقَدْ لَزِموا الْبَنانا
وَلَوْ رُمْنا الْهِدايَةَ مِنْ سِواهُ
فَعَقْلُ الْإنْسِ جِمْعاً ما هَدانا
( 6 )
وَأرْشَدَنا لِآخِرَةٍ وَدُنْيا
وَخَيْرُ الزَّرْعِ يُعْطِينا الْأمانا
وَعَلَّمَنا دُرُوبَ الْمَجْدِ حَصْراً
إلى الْعَلْياءِ ما أسمى نِدانا
وَإنْ نَهْدِمْ هُنا نَلْقَ الدَّواهِي
غَداً نُجْزى بِما كَسَبَتْ يَدانا
( 7 )
وَفي التَّرْهِيبِ والتَّرْغِيبِ عَقْلٌ
لِنَفْسٍ في تَقَلُّبِها جَوانا
طَبِيبٌ لِلنُّفُوسِ بِها عَلِيمٌ
وَمَنْ يَأْبَ الْعِلاجَ غَدا مُدانا
فّقِيرٌ أوْ غَنِيٌّ لَيْسَ شَيْئاً
بَياضُ الْقَلْبِ بالْأبدانِ بانا
( 8 )
وَفي عَدْلٍ وَأخْلاقٍ حَياةٌ
يُجَلِّيها جَمالُ الْحَقِّ زانا
رَسُولُ اللهِ بالْأحْكام يُسْرٌ
بِقُرْآنٍ وَسُنَّتِهِ حَمانا
وَإنْسانٍ بِلا هَدْيٍ جَمادٌ
لُهُ الشَّيْطانُ في غيٍّ أعانا
( 9 )
وَآمِنَةٌ بِهِ تَرْقَى الْعَنانا
فَقَدْ حَظِيَتْ بِأحْمَدَ يا هَنانا
وَفي حَمْلٍ بِهِ الْآياتُ تَتْرى
رَأتْ فَرَحاً أضاءَ بِهِ الزَّمانا
مَهِيبٌ في طُفُولَتِهِ أمينٌ
وَنَفْسٍ عَنْ هَوَى الْأطْفالِ صانا
( 10 )
يَتِيماً عاشَ في ظِلٍّ لِجَدٍ
وَعِنْدَ الْعَمِّ قَدْ وَجَدَ الْحَنانا
حَلِيمَةُ بالْحَبِيبِ رَأتْ مَلاكاً
وَطاهِرَةٌ لُهُ وَهَبَتْ جَنانا
وَفي غارٍ تَعالى صَوْتُ إقْرَأْ
وَتَحْرِيرٍ لِكلِّ النَّاسِ حانا
( 11 )
وَفارَقَهُ بِعامِ الْحُزْنِ عَمٌّ
وَزَوْجٌ في الْعُلا سَكَنَتْ جِنانا
وَكانَ بِطائفٍ قَوْمٌ لِئامٌ
وَلَوْلا عَطْفِهِ كانوا حَزانا
وَسَلْمانٌ هَدِيَّتُنا كَرِيمٌ
وَسَعْياً لِلْهِدايَةِ إصْطَفانا
( 12 )
لِإسْراءٍ وَمِعْرجٍ دَعاهُ
إلى شَرَفٍ بِقُرْبٍ جَلَّ شانا
حَبِيْبُ اللهِ مَحْبٌورٌ كَثيراً
رَأى الْآياتِ ماثِلَةً عَيانا
بِجَنَّاتٍ وَنِيرانٍ أُناسٌ
سَعِيدٌ أوْ شَقُيٌّ مُنْتَهانا
( 13 )
بِهِجْرَتِهِ تَغَيَّرَ كُلُّ شَيءٍ
لِإسْلامٍ جَمِيعُ الْخَلْقِ دانا
مُهاجِرَةٌ وَأنْصارٌ سَواءٌ
هُما لِلْحُبِّ شَمْسٌ في سَمانا
وَمُجْتَمَعُ الْمَدِينَةِ لا يُضاهى
عَلى أُسِّ الْفَضِيلَةِ مُبْتَدانا
( 14 )
رِسالَتُهُ لِكُلِّ النَّاسِ طُرَّاً
فَلا إكْراهُ هذا ما أتانا
إلى وَسَطِيَّةٍ بالْعَدْلِ يَسْعَى
لِعِدْوانٍ فَلا يَرْضَى الرِّهانا
مُحَمَّدُنا هُوَ الْقُرْآنُ يَمْشِي
عَلى خُطُواتِهِ يَرْبُو سَنانا
( 15 )
وَفي بَدْرٍ فَإنَّ الشِّرْكَ وَلَّى
وَطابَ الْجُرْحُ بَعْضاً مِنْ أسانا
وَمَكَّةَ لِلْفُتُوحِ غَدَتْ طَرِيقاً
وَبِالْإسْلامِ دَوْلَتُهُ أبانا
نِداءُ اللهِ قَدْ عَمَّ الْبَرايا
عَلى وَجْهِ الْبَسِيطَةِ قَدْ ذَرانا
( 16 )
عَلى رُومٍ يَدُ الْأبْطالِ تَقْضي
أكاسِرَةٌ لَقَدْ شَرِبَتْ دَوانا
فُتُوحاتٌ مَدَى الْأزْمانِ نُورٌ
وَنُورُ اللهِ حَقٌّ حَيْثُ كانا
وَدارَ بِنا زَمانُ اللهِ حتَّى
تُرابُ الْأرْضِ عَنْ قَصْدٍ نَسانا
( 17 )
وَصارَ الدِّينُ يُقْصَى عَنْ حَياةٍ
جَمِيعُ الْخَلْقِ عَنْ قَوْسٍ رَمانا
أبالِسَةٌ لِهذا الدِّينِ عابوا
زَعاماتٌ لَأوَّلُ مَنْ خَزانا
شُعُوبُ الرَّقْصِ تَنْبُحُ في غِناءٍ
فَأحْلامُ الْقَطِيعِ غِذا رٌؤانا
( 18 )
أبالِسَةٌ لِأمَّتِنا أضاعُوا
أسافِلَةٌ لَقَدْ عَبَدوا عِدانا
وَآلَ الْحُكْمُ مَسْخَرَةٌ وَفَوْضَى
وَحاضِرُنا لِماضِينا نَعانا
وَلَيْسَ بِغَيْرِ قادَتِنا فَلاحٌ !!
فَمَرْجِعُهُمْ لِشَيْطانٍ شَوانا
( 19 )
بِلادُ الْعُرْبِ مَزْرَعَةُ الْأعادي
نَصِيبُ الْأُسْدِ يَأكُلُهُ سِوانا
عَبيدٌ نَحْنُ في أرْضٍ لِجَدٍّ
رَغِيفُ الْخُبْزِ مِنْ حُزْنٍ بَكانا
لَقَدْ عُدْنا قَبائلَ في نِزاعٍ
وَفي شِعْبٍ يُحاصِرُنا غَبانا
( 20 )
رَسُولُ اللهِ مِنْ خَجَلٍ أُوارى
فَسَوْأتُنا لَتَخْجَلُ أنْ تَرانا
وَراحُوا لِلْقُمامَةِ مِثْلُ فَأرٍ
بِمَزْبَلَةٍ لَقَدْ وَجَدوا الْأمانا
عَجِيبٌ أمْرُ أمَّتِنا غَرِيبٌ
رَسُولُ اللهِ مَنْهَجُهُ شِفانا
( 21 )
وَمَظْلُومٌ يُمَجِّدُ كُلَّ بَغْيٍ
وَمَقْتولٌ لِقَتْلٍ ما أدانا
ضَلالٌ فيهِ يَرْسو مَنْ تَعامى
جَوائزُهُ نَجِيعٌ مِنْ دِمانا
وَخَوَّانٌ بِمَنْزِلَةٍ تِسامَتْ
وَمُتَّهَمٌ بِإرْهابٍ أخانا
( 22 )
سَلامٌ لا سَلاماً بَعْدَ ذُلٍّ
بِهذا قالَ تارِيخٌ زَرانا
على نارٍ على مَهْلٍ صُراخٌ
طَعامُ الصُّبْحِ في ظُهْرٍ عَشانا
بِأنْفُسِنا لِأنْفُسِنا نُعَزِّي
وَأنْفُسُنا تُرى تَرْضَى عَزانا !!
( 23 )
تَجَلَّى الْحَرْفُ مِنْ أمَلٍ رَجانا
وَذاعَ الطِّيبُ في زَمَنٍ نَفانا
وَمُحْبُوبٌ بِهِ الْأشْعارُ جَذْلَى
أسَطِّرِها بِنَبْضٍ مِنْ هَوانا
وَمَدْحُ مُحَمَّدٍ مِعْراجُ حُبٍّ
فَيا رَبِّي فَلا تُقْصِي دُعانا
( 24 )
فلِسْطِينٌ وَسُورِيّا تُعانِي
وَفي لِيبْيا وَفي يَمَنٍ حَزَانا
وَعاصِمَةُ الرَّشِيدِ غَدَتْ بَواحاً
وَكِسْرى مِنْ جَدِيدٍ في حِمانا
وَفي مِصْرٍ وَفي بُورْما بَلاءٌ
بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إكْشِفْ بَلانا
( 25 )
صَلاةُ اللهِ بَلَّلَها دُموعٌ
وَشَوقٌ لِلْحَبِيبِ لَقَدْ كَوانا
وَماءُ الْبَحْرِ في عَطَشٍ قَلِيلٌ
وَرُؤيا الْحِبِّ مِنْ وَلَهٍ كَفانا
وفي ذا الشَّهْرِ يا رَبِّي رَجاءٌ
يَرى ظَمِئٌ بَرِيقاً مِنْ مُنانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد
** الأحد ** 20 / 5 / 2018 ** 4 / رمضان المبارك / 1439 / هج
ري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق