بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 يونيو 2018

العدد السادس لسنة 2018 من المنتقيات ..تَحارُ بكَ الحروب للشاعر العراقي د.ابراهيم مصطفى الحمد


العدد السادس لسنة 2018

من المنتقيات ..تَحارُ بكَ الحروب 

للشاعر العراقي د.ابراهيم مصطفى الحمد



..............
 

يؤكدكَ المدارُ وأنتَ سَهْمُ
تطوفُ بغير أجنحةٍ وتسمو


سوى أنّ الندى يزجيكَ عطراً
وفي دمِكَ الصباحُ الغضُّ ينمو


وفي العتماتِ تشتبكُ المرائي
وصوتُكَ رغمَ كلِّ العَتْمِ حتمُ


وفيكَ مواجعُ الفقراءِ غيمٌ
تَقَزَّعَ كلّما ناداهُ غيمُ


وما كلُّ الغيومِ تجيءُ غيثاً
فبعض الغيمِ أرزاءٌ وشؤمُ


ولكنَّ السَّحابَ وأنتَ فيهِ
نداءُ الشِّعرِ ماردُكَ الأشَمُّ


يسوقُ البحرَ أحلاماً وأعني
بأجفانِ الأماني نامَ حُلْمُ


متى يا باهظ الأوجاعِ تبني
لوجهِكَ بسمةً والليلُ عَتْمُ


متى تدري بأنّكَ في مَتاهٍ
ودهرُكَ حين تسألُهُ أصَمُّ


وحولكَ شِعْبُ غيلانٍ عميقٌ
وبركانٌ بصوتِكَ يستحِمُّ


وتمضي مسرعاً والأرضُ نشوى
بأنكَ بامتدادِ الأرضِ وشْمُ


كأنكَ لمْ توزعْكَ المنافي
ولمْ يرصدْكَ ليلٌ مدلهِمُّ


ولم يشجبْكَ في المعنى نزوحٌ
وبيتُكَ لمْ ينلْهُ الأمسَ هَدْمُ


وراءَكَ ألفُ أغنيةٍ ولحنٍ
وعشاقٌ وأشرعةٌ ونجمُ


ظلالُكَ رغمَ ما عانيتَ حتى
بصبرِكَ ماتَ مُنتقمٌ وخصمُ


تَحارُ بكَ الحروبُ وناشبوها
وحربُكَ رغمَ ما قتلوكَ سِلمُ


وسهمُكَ عاشقٌ لا موتَ فيهِ
فراتيٌّ على الأوجاعِ يسمو


يشُدُّ حضارةَ الحرفِ انتصاراً
فيتبعُهُ النهارُ المستَتَمُّ


وتَعقدُ ريشَ قافيةٍ فتسعى
كرسْمٍ في يَدِ الفنّانِ ينمو


قصائدَ خالداتٍ شِدْنَ بُرجًا
من الألوانِ يَغزِلُهنَّ حُلمُ


أصابعُكَ المدارُ فكلُّ حرفٍ
لهُ فوقَ النجومِ الزُّهْرِ خَتْمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق