العدد اللسادس لسنة 2018
من المنتقيات ..على ذمة الضيف
الشاعر السوري موسى سويدان
على ذمّةِ الضيفِ الذي كانَ يَطرُقُ
سمعتُ حديثًا – يا أبي – لا يُصَدّقُ
سمعتُ حديثًا – يا أبي – لا يُصَدّقُ
ثقيلًا ولولا أنّ للضيفِ حُرمةً
لأغلقـتُ بابـًا دونَـهُ ليـسَ يُغلَــقُ
لقد كانَ مثل النارِ لولا رأيتَهُ
وكنـتُ جِباهـًـا حَولَـهُ تتعـرّقُ
يقولُ : غدًا - والدودُ يصغي لقوله -
سيأكل منك الدّودُ ،والله يرزُقُ
فقلتُ : وأهلي ,
قال : يبكون ساعةً
فقلتُ : لعمري قد بدا الأمرُ يُقلِقُ
أتُطمِعُ فيَّ الدودَ يا عمّ ،أم ترى
بلحمي هشاشًا ،أم على الدود تُشفِقُ ؟
ورحتُ أعيدُ القول والضيف جالسٌ
يجرّحُ بالإعراض قلبي ويرتِقُ
*****************
أنا يا أبي ما همّني الموتُ إنّما
بكيتُ لأنّ القبرَ ناءٍ وضيّقُ
بكيتُ لأنّي ما تحسّستُ قطرةً
من الذنبِ إلا كدتُ بالدّمعِ أغرقُ
وأخفي ذنوبي خشيةً منك كيف بي
إذا قال ربّي يا عبادي ..
فأطرَقُوا
ولا زادَ عندي غيرَ دمعٍ سكَبتُهُ
على الأهل والأحباب لمّا تفرّقوا
أتحرقُ تلك النّارُ من ماتَ عاشِقًا
وقد كانَ في دنياهُ بالأمسِ يُحرَقُ
لقد كدتُ أحكي للهوى سرّ رعشتي
فأشفقَ حتّى كادَ بالخيرِ ينطِقُ
تعلّمتُ من عُرفِ المساكينِ منطقا
وما عاد في عرف المساكينِ منطِقُ
وذقتُ شرابَ الذلّ من غيرِ رغبةٍ
فكنتُ على ذكر السّلاطينِ أشرَقُ
لأنّي حضنتُ الشامَ من قبل غربتي
رأيتُ على صدري البواريد تورِقُ
أنامُ وفي كفّي من الشّوقِ جمرَةٌ
وأصحو وفي الأخرى من الحبّ زنبَقُ
أيشملني عفوٌ من الله يا أبي ؟
سمعتُ بأنّ الله يعفو ويعتِقُ
-------------------------
موسى سويدان .. 22/5/2018
-------------------------
اللهمّ أبطلْ أثرَ عينٍ أصابت رزقًا فأمسكته
وأصابت جسدًا فأمرضته
وأصابت قلبا فأحزنته ، اللهم أطعم الجائعين وتولّ الضعفاء فأنت بكل جميل كفيل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق