بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 يوليو 2018

العدد السابع لسنة 2018 يا نِصْفَ قَلْبِي . للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز .


العدد السابع لسنة 2018

يا نِصْفَ قَلْبِي .
 
 للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز . 






أَرى أَنَّ لِي قَلْباً تَقَطَّعَ نِصْفُهُ
عَلَيْكَ وَنِصْفٌ في الْحَياةِ يُكابِرُ

فَإنْ لَمْ أَكُنْ أَفْنَيْتُهُ فَلِأَنَّنِي
تَرَكْتُ بُذُوراً عِنْدَهُ تَتَكاثَرُ

لَعَلِّي أُعِيدُ الْفَضْلَ ضِعْفَيْنِ عَلَّنِي
أَفيكَ وَلَوْ إنِّي بِحَقِّكَ قاصِرُ

فَساءَلَنِي أَيْنَ الَّذينَ عَهَدْتُهُمْ
يَذودونَ عَنْ حَوْضِي وَعِنْدِي أَكابِرُ

وَكَانُوا أُباةً لا تَنامُ رِماحُهُمْ
ولا خَيْلُهُمْ تَكْبُوا إذا جارَ جائِرُ

بَنَيْتُ بِهِمْ في الْخافِقَيْنِ حَضارَةً
سُيُوفُ الْمَنايا دُونَها تَتَقاطَرُ

وَتَوَّجْتُهُمْ فيها مُلُوكَاً كَأَنَّهُمْ
شُمُوسٌ على أَفْلاكِها تَتَفاخَرُ

فَشَعَّ بِهِم عِلْمِي وَشاعَتْ مَكَارِمِي
وَأَوْسِمَتِي فَوْقَ الصُّدُورِ مَفَاخِرُ

فَقُلْتُ لَهُ غابُوا وَغابَتْ شُمُوسُهُمْ
وَبادُوا وَأَخْفَتْهُمْ لُحُودٌ مَقَابِرُ

وَلَمْ يَبْقَ إلّا مِنْ بَنِيهِمْ كَوَاسِرٌ
وَأَحْفادُهُمْ كُثْرٌ أُباةٌ قَسَاوِرُ

بِهِمْ نَخْوَةُ الْأَجْدادِ أَمَّا فِعَالُهُمْ
فَجُودٌ وَإعْمارٌ وَعِلْمٌ مُخَامِرُ

فَيا نِصْفَ قَلْبِي هَلْ تَجُودُ فَتَعْتَلِي
مِنَصَّةَ آبائِي دَعَتْكَ الْمَنَابِرُ

فَتُمْلِي عَلَيْهِمْ كُلَّ ما حَلَّ أَوْ جَرَى 
عَلَيْنَا وَمَنْ طَالَتْ عَلَيْهِ الْخَنَاجِرُ

وَمَنْ دُفِنَتْ أَشْلاؤُهُ تَحْتَ دارِهِ
وَمَنْ سُلِبَتْ مِنْ خافِقَيْهِ الْحَرَائِرُ

وَمَنْ نَزَحُوا أَوْ هَاجَرُوا عَنْ دِيارِهِمْ
وَغَابُوا طَوِيلاً غَيَّبَتْهُمْ عَسَاكِرُ

وَمَنْ صَارَعُوا بَرْدَ الخِيامِ وَحَرِّهَا
فَأُزْهِقَتْ الْأَرْواحُ حَتَّىٰ الْحَنَاجِرُ

لِيَتَّعِظُوا وَالْحُرُّ تَكْفِي عِظَاتُهُ
وَيَبْنُوا عِراقاً تَفْتَدِيهِ الْحَواضِرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق