بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

مجلة صدى بغداد العدد السادس لسنة 2019 عقيــــم العـمـــر..ينتظـــر الجـنيــن . للشاعر التونسي صلاح داود


مجلة صدى بغداد

العدد السادس لسنة 2019


عقيــــم العـمـــر..ينتظـــر الجـنيــن .
 
للشاعر التونسي صلاح داود





من ديوان: إبحار في متاهات أنفاسها


ألـفـنــاهــا وحين اسـتـأسَـرتـْـنــا
تـهــاوى الــــوردُ هـيـمـانـا حـزيـنــا

و قـطــْرُ الــطــلِّ مـجـنــونٌ مُـعَـنـّـى
عــلـــى وجـــــعٍ يـُـؤرّقــنــا حـنـينـا

و صـمــتُ الــنــَّاي لا نــفــخٌ مــــدَوٍّ
يــــرجّ الــجــرحَ مـكـلـومًـا دفـينـا

تـهـادتْ مـــن أعـاصـيـر الأقـاصــي
عـلــى صـــدري فهـزَّتـْنـي جـنــونــا

وأجــرتْ فــي دمــي حُـمـمًـا لهـيـبـا
فــأوقـــدتِ الــمــواجــعَ و الأَنــينــا

يهـيـم الـخـوف مــن ولـَهــي علـيـهـا
كـمــا وتـــرٌ وقـــد سُــلِــبَ الـرنـينا

و يرعبـنـي عـنـيـف الـشــوق شـكّــا
ويضـنـيـنـي ويـربـكـنــي ظــنــونـا

***
 
شـــربــنــــاهــــا مــعــتــــقــةً سـلافـا
وفـــــي فـمــنــا تـذوّقـْـنـا الـهـجيـنـا

فــمــا جـلـبــتْ مبـاهـجَـنـا كــــؤوسٌ
و لا ولــهــتْ حـنـاجـرُنــا مـُجــونــا

*
 
ألــفـــنــاهـا مــرنّـــحـــةً أَلـوفـــا
فـمــا لـلـقـلـبِ مِـشـكـاكـا حــرُونــا؟

تـعـالـيْ مـِــنْ فـمــي عُـبّـي جـنـونـا
و لا تـُبـقـي عـلــى عـمْـري رهـيـنا

و هـاتـي لــي ظـلالَك واحضُنـيني
فــفي الأوداج أشعلــتِ الـفـتـونـا

*
 
ألفنـاهـا و ثغـرُ الـصـمـْت يَحكي
فما للقلب مِشـحـاحـا ضنـيـنا

فَـــراشُ الــنّــارِ رفــرافٌ عـلـيـنـا
فــمــا روِيَ الــفـَـراشُ و لا روِيــنـا

تـُـسَقـِّيْنـا الــقـِـداحَ عــلـى شـِفـاهٍ
على دمِـهـا الـجَـوَى رسَـم الفنونا

و ينفحُـنـا الـتـرنـّـحُ مــــن شــذاهــا
فيجرفُــنـــا يـــســــارا أو يــمــينـا

**

سـُـبــاتُ الــــوردِ مــرمـــيٌّ بـفـيهــا
مـرجـّـجــةَ الـخــواطــرِ تـرْتـجـينــا

يـبـيـتُ الــدهــرُ مــذعــورا عـلـيـهـا
فـيـحـتـضـنُ الـثــوانـيَ والـسّـنينـا

تنُاغِـيـنـا فيـَطـمِـي الــمـوجُ زحـْـفــا
و تتـركـُنـا و قـــد تـركــتْ شـجـونـا

**
 
ألـفــنــاهــا و بـسـْمـتُــهــا ســــــؤال
و طــيــفٌ حــائــرٌ فــقـَـد الـيـقـيـنـا

و طِــيــبٌ مــــن مفـاتـنـهـا يـُـــدَوّي
يؤبْـلِـسُـنـا الــهــوى دنـيــا وديــنــا

غـيــومُ الــوجــد مــرسـوم سـنـاهـا
بــســرّ الـلـغــز كـحَّـلـَـت الـجـفـونـا

يـجــول الـشـفـْـرُ فــــي أرق عـنـيــد
فـتــعــتــلّ الـمــحــبـّـة تـــرْتـجــيـنا

و يطـفـو الـرعـب فــي نهــدٍ شـقـيّ
و تـحــتــرس الأهـالــيــلُ الـجـنينــا

و يـرتــعــش الــكـــلام مُـــــدام راح
عــلــى شــفــة تــمــُوج و تسْـتـبِـيناا

إذا انـطلـق السكـات لغـَـا بـعـنف
يـــحـــاوره الـفـؤاد و لا يُــرينـا

عُـصـارُ الـنـار فــي دمـهــا تـمـاهَـى
إذا خـطــرتْ عـلــى دمـنــا خشِيـنـا

*
سكـرْنـاهـا ومِـــن فـمِهـا ارتشـفـنـا
فـمِــن أيـــن الـجـنـونُ إذا صحِـيـنـا؟

و مــن أيـن الـذّهــولُ إذا انتــفـيْـنـا؟
و لـكـنْ..هـل فَـنِـيـنا كيْ نـكــونـا؟

*
ألـفـنـــاهــا.. ألــيــفــا فـــي ابـــتــداء
و مــــا خـِلـنــا الـنـهـــايـة تـرْتـدينــا.

*
حبـيـبَ الـــروح يـــا نَـفَـسًـا أريـجًـا
هـــواءُ الـصــدرِ مـنـحـبـسٌ سـنـيـنـا

*
 
فضُـخّـي مــن زلال الــروح دفـْـقــا..
عـقـيـــمُ الـعـمْـر..يـنـتـظـر الـجـنينـا

و هـُـزي يــا رؤى هَـوَسـي كـيـانـي
وكُـونـي مـــا لـِغـــيْـــرك لـن يكوناا

تـرشّـفـْنـا الـمـتـاعـبَ لــــم نـُمــانــع
فــذوقــوا مِــــن هَــوانــا ما لــقِـينــا

تـَلـَوّيـْنـا بــوخْــز الــشـــوْك مـنــكـمْ
و مِــــن يــدِنـــا أنـلْــنـا اليـاسـمـيـنـا

**

فجُـولـي فــي شرايـيـنـي و جَـرْحـي
فـقــد بـــات الـفـؤاد بــكـمْ طـعـيـنـا

وغوصـي فـي رعـاش الشـوق إني
عــلــى وجَــعـي تـكـتـّمـْتُ الأنـيـنــا

و كـــان الـخــطُّ مقـطـوعـا فــراغــا
فــــلا مـعـنـًـى نــَـرُوم و لا مَـعـينــا

وحــيــن الــفـــلُّ دفّــقـه ربـيـعي
تـنـفّــسَــتِ الــجـوانــحُ أجـمـعـيــنا

**
زوابــــعُ مــن أنـوثـتـهــا احــتــدامٌ
إذا عـبـَرتْ تـلـوّى الـصّخـرُ لـِيـنا

بـدأنـاهــا ..كــمــا الـدنـيـــا أرادت..
وهــا أنّــا..كـمــــا شـاءت وشِيـنـــا.

صلاح داود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق