مجلة صدى بغداد
العدد السادس لسنة 2019
عقيــــم العـمـــر..ينتظـــر الجـنيــن .
للشاعر التونسي صلاح داود
من ديوان: إبحار في متاهات أنفاسها
ألـفـنــاهــا وحين اسـتـأسَـرتـْـنــا
تـهــاوى الــــوردُ هـيـمـانـا حـزيـنــا
و قـطــْرُ الــطــلِّ مـجـنــونٌ مُـعَـنـّـى
عــلـــى وجـــــعٍ يـُـؤرّقــنــا حـنـينـا
عــلـــى وجـــــعٍ يـُـؤرّقــنــا حـنـينـا
و صـمــتُ الــنــَّاي لا نــفــخٌ مــــدَوٍّ
يــــرجّ الــجــرحَ مـكـلـومًـا دفـينـا
يــــرجّ الــجــرحَ مـكـلـومًـا دفـينـا
تـهـادتْ مـــن أعـاصـيـر الأقـاصــي
عـلــى صـــدري فهـزَّتـْنـي جـنــونــا
عـلــى صـــدري فهـزَّتـْنـي جـنــونــا
وأجــرتْ فــي دمــي حُـمـمًـا لهـيـبـا
فــأوقـــدتِ الــمــواجــعَ و الأَنــينــا
فــأوقـــدتِ الــمــواجــعَ و الأَنــينــا
يهـيـم الـخـوف مــن ولـَهــي علـيـهـا
كـمــا وتـــرٌ وقـــد سُــلِــبَ الـرنـينا
كـمــا وتـــرٌ وقـــد سُــلِــبَ الـرنـينا
و يرعبـنـي عـنـيـف الـشــوق شـكّــا
ويضـنـيـنـي ويـربـكـنــي ظــنــونـا
ويضـنـيـنـي ويـربـكـنــي ظــنــونـا
***
شـــربــنــــاهــــا مــعــتــــقــةً سـلافـا
وفـــــي فـمــنــا تـذوّقـْـنـا الـهـجيـنـا
وفـــــي فـمــنــا تـذوّقـْـنـا الـهـجيـنـا
فــمــا جـلـبــتْ مبـاهـجَـنـا كــــؤوسٌ
و لا ولــهــتْ حـنـاجـرُنــا مـُجــونــا
و لا ولــهــتْ حـنـاجـرُنــا مـُجــونــا
*
ألــفـــنــاهـا مــرنّـــحـــةً أَلـوفـــا
فـمــا لـلـقـلـبِ مِـشـكـاكـا حــرُونــا؟
فـمــا لـلـقـلـبِ مِـشـكـاكـا حــرُونــا؟
تـعـالـيْ مـِــنْ فـمــي عُـبّـي جـنـونـا
و لا تـُبـقـي عـلــى عـمْـري رهـيـنا
و لا تـُبـقـي عـلــى عـمْـري رهـيـنا
و هـاتـي لــي ظـلالَك واحضُنـيني
فــفي الأوداج أشعلــتِ الـفـتـونـا
فــفي الأوداج أشعلــتِ الـفـتـونـا
*
ألفنـاهـا و ثغـرُ الـصـمـْت يَحكي
فما للقلب مِشـحـاحـا ضنـيـنا
فما للقلب مِشـحـاحـا ضنـيـنا
فَـــراشُ الــنّــارِ رفــرافٌ عـلـيـنـا
فــمــا روِيَ الــفـَـراشُ و لا روِيــنـا
فــمــا روِيَ الــفـَـراشُ و لا روِيــنـا
تـُـسَقـِّيْنـا الــقـِـداحَ عــلـى شـِفـاهٍ
على دمِـهـا الـجَـوَى رسَـم الفنونا
على دمِـهـا الـجَـوَى رسَـم الفنونا
و ينفحُـنـا الـتـرنـّـحُ مــــن شــذاهــا
فيجرفُــنـــا يـــســــارا أو يــمــينـا
فيجرفُــنـــا يـــســــارا أو يــمــينـا
**
سـُـبــاتُ الــــوردِ مــرمـــيٌّ بـفـيهــا
مـرجـّـجــةَ الـخــواطــرِ تـرْتـجـينــا
يـبـيـتُ الــدهــرُ مــذعــورا عـلـيـهـا
فـيـحـتـضـنُ الـثــوانـيَ والـسّـنينـا
فـيـحـتـضـنُ الـثــوانـيَ والـسّـنينـا
تنُاغِـيـنـا فيـَطـمِـي الــمـوجُ زحـْـفــا
و تتـركـُنـا و قـــد تـركــتْ شـجـونـا
و تتـركـُنـا و قـــد تـركــتْ شـجـونـا
**
ألـفــنــاهــا و بـسـْمـتُــهــا ســــــؤال
و طــيــفٌ حــائــرٌ فــقـَـد الـيـقـيـنـا
و طــيــفٌ حــائــرٌ فــقـَـد الـيـقـيـنـا
و طِــيــبٌ مــــن مفـاتـنـهـا يـُـــدَوّي
يؤبْـلِـسُـنـا الــهــوى دنـيــا وديــنــا
يؤبْـلِـسُـنـا الــهــوى دنـيــا وديــنــا
غـيــومُ الــوجــد مــرسـوم سـنـاهـا
بــســرّ الـلـغــز كـحَّـلـَـت الـجـفـونـا
بــســرّ الـلـغــز كـحَّـلـَـت الـجـفـونـا
يـجــول الـشـفـْـرُ فــــي أرق عـنـيــد
فـتــعــتــلّ الـمــحــبـّـة تـــرْتـجــيـنا
فـتــعــتــلّ الـمــحــبـّـة تـــرْتـجــيـنا
و يطـفـو الـرعـب فــي نهــدٍ شـقـيّ
و تـحــتــرس الأهـالــيــلُ الـجـنينــا
و تـحــتــرس الأهـالــيــلُ الـجـنينــا
و يـرتــعــش الــكـــلام مُـــــدام راح
عــلــى شــفــة تــمــُوج و تسْـتـبِـيناا
عــلــى شــفــة تــمــُوج و تسْـتـبِـيناا
إذا انـطلـق السكـات لغـَـا بـعـنف
يـــحـــاوره الـفـؤاد و لا يُــرينـا
يـــحـــاوره الـفـؤاد و لا يُــرينـا
عُـصـارُ الـنـار فــي دمـهــا تـمـاهَـى
إذا خـطــرتْ عـلــى دمـنــا خشِيـنـا
إذا خـطــرتْ عـلــى دمـنــا خشِيـنـا
*
سكـرْنـاهـا ومِـــن فـمِهـا ارتشـفـنـا
فـمِــن أيـــن الـجـنـونُ إذا صحِـيـنـا؟
و مــن أيـن الـذّهــولُ إذا انتــفـيْـنـا؟
و لـكـنْ..هـل فَـنِـيـنا كيْ نـكــونـا؟
و لـكـنْ..هـل فَـنِـيـنا كيْ نـكــونـا؟
*
ألـفـنـــاهــا.. ألــيــفــا فـــي ابـــتــداء
و مــــا خـِلـنــا الـنـهـــايـة تـرْتـدينــا.
*
حبـيـبَ الـــروح يـــا نَـفَـسًـا أريـجًـا
هـــواءُ الـصــدرِ مـنـحـبـسٌ سـنـيـنـا
*
فضُـخّـي مــن زلال الــروح دفـْـقــا..
عـقـيـــمُ الـعـمْـر..يـنـتـظـر الـجـنينـا
عـقـيـــمُ الـعـمْـر..يـنـتـظـر الـجـنينـا
و هـُـزي يــا رؤى هَـوَسـي كـيـانـي
وكُـونـي مـــا لـِغـــيْـــرك لـن يكوناا
وكُـونـي مـــا لـِغـــيْـــرك لـن يكوناا
تـرشّـفـْنـا الـمـتـاعـبَ لــــم نـُمــانــع
فــذوقــوا مِــــن هَــوانــا ما لــقِـينــا
فــذوقــوا مِــــن هَــوانــا ما لــقِـينــا
تـَلـَوّيـْنـا بــوخْــز الــشـــوْك مـنــكـمْ
و مِــــن يــدِنـــا أنـلْــنـا اليـاسـمـيـنـا
و مِــــن يــدِنـــا أنـلْــنـا اليـاسـمـيـنـا
**
فجُـولـي فــي شرايـيـنـي و جَـرْحـي
فـقــد بـــات الـفـؤاد بــكـمْ طـعـيـنـا
وغوصـي فـي رعـاش الشـوق إني
عــلــى وجَــعـي تـكـتـّمـْتُ الأنـيـنــا
عــلــى وجَــعـي تـكـتـّمـْتُ الأنـيـنــا
و كـــان الـخــطُّ مقـطـوعـا فــراغــا
فــــلا مـعـنـًـى نــَـرُوم و لا مَـعـينــا
فــــلا مـعـنـًـى نــَـرُوم و لا مَـعـينــا
وحــيــن الــفـــلُّ دفّــقـه ربـيـعي
تـنـفّــسَــتِ الــجـوانــحُ أجـمـعـيــنا
تـنـفّــسَــتِ الــجـوانــحُ أجـمـعـيــنا
**
زوابــــعُ مــن أنـوثـتـهــا احــتــدامٌ
إذا عـبـَرتْ تـلـوّى الـصّخـرُ لـِيـنا
بـدأنـاهــا ..كــمــا الـدنـيـــا أرادت..
وهــا أنّــا..كـمــــا شـاءت وشِيـنـــا.
وهــا أنّــا..كـمــــا شـاءت وشِيـنـــا.
صلاح داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق