بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 أغسطس 2019

مجلة صدى بغداد العدد السابع لسنة 2019 شربوا دماى الزمزمية للشاعر المصري د. أحمد مدحت جعفر


مجلة صدى بغداد

العدد السابع لسنة 2019


شربوا دماى الزمزمية

للشاعر المصري د. أحمد مدحت جعفر




 
=============
قالوا عذابك راحلٌ ومُوطَّأُ
وأنا بذاكرتي الأسى لا يصدأ
===
جرحي قديم غائر متجدد
قد ينزوي لكنه لا يهدأ
===
قلبي بحجم الكون رغم تألمي
وبه عصا موسى لمن يتوكأ
===
ما ضنَّ يوما بالوصال وما جفا
ولنجدة الملهوف لا يتلكأ
===
فلكم أقمت ممالكا ومعالما
وبنوا على صدري جراحا تُنْكَأُ
===
ومددت في دأب ظلال توددي
رغبا وقد نعموا بها وتنشَّؤوا
===
ورست سفائنهم بحضن سواحلي
ولكم نَأَى شطٌّ وغاب المرفأ
===
وحوائطي كانت مراتعَ أُنسهم
لكنهم بالوا بها وتقيؤوا
===
شربوا دماىَ الزمزمية قربة
وتغسلوا وتطهروا وتوضؤوا
===
وبذلت أسباب الفلاح لسعيهم
وهمو لكل مُضِرَّة قد خبؤوا
===
زيف المشاعر فاق كل تصور
حتى بدا شيطانهم يتنبأ
===
ومواكب الحقد المُبَيَّت سُيِّرَت
ومآثري من وحشة تتجزا
===
قد كان صبري خبزهم وإدامهم
وعلى رُباىَ توطنوا وتنشؤوا
===
ماذا أقول وما عسى أنا فاعل
وبأي شئ أستهل وأبدأ
===
كل الفعال متاحة ويسيرة
ومواسم الذكرى لها تتهيأ
===
انا ما علمت جهالة وسفاهة
فيما رأيت وما سمعت وأقرأ
===
وجعي كبير لا دواء لبرئه
ولمثله لا يُستطاب ويعبأ
---
مذ عاقرت روحي دنان مدامعي
وأنا بكل ملمة أتكفأ
===
فالهم يعصر خافقي لكنني
في زفرة أقصي الهوان وأدرا
===
لا الهم منحسم ولا انا جازع
من هجمة الموت الذي قد يفجأ
===
أطأ الغضى في مشيتي في هجعتي
لا أنثني مما يكون ويطرأ
===
غيري اناخوا ذلة وتخاذلا
ومضوا بدرب الخانعين وطأطؤوا
===
حتى متى تبقى الخطوب تلفني
ومتى سيهجرني العناء وأهنأ
===
لا ظل إلا ظل ربي خالقي
وله الأمور يديرها والملجأ
===
ولحصنه يأوي ويأمن آيس
من ظلم أو غدر الذي يتجرَّأ
===
فاجبر بلطفك كسر قلبي واحمني
فبه أجوز النائبات وابرأ
=======
د/أحمد مدحت جعفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق