مجلة صدى بغداد
العدد السابع لسنة 2019
تَصَدُّعات
للشاعر العراقي خلف دلف الحديثي
عبقٌ طريقك والزمانُ تصدّعُ
وفمُ الغيابِ بصوتِ غيرك يصدعُ
متمرّدٌ قلمُ الشرودِ وحائرٌ
وجهي إلى أيّ المسافةِ يُسرعُ
ظلّي يطاردُني ويصنعُ عثرتي
ليغيبَ عن دربِ الأزقة مضجعُ
ورق احتضاري لم أجدْ حرفاً به
منه استبيحَ على التمنّي موقعُ
متوجّسٌ قلقي وترفُسه المُدى
وتخافُ من صوت الشهيقِ الأضلعُ
فسواكِ ما غنّيتُ في قيثارِها
وببرجِ روحِكِ شمس روحي تطلعُ
ورجعت أبحث عن وراي مُحيّرا
شبحي لأني فيك شكلي يطبعُ
لي كلّ شيء في مداك يجرُّني
وإليك أنفاسي تدورُ وتخلعُ
أدريك بي وإليك أدريني أنا
حرفاً بسلّاتِ المواجعِ يُزْرَعُ
آتيكِ تتبعُني خطاي لوحدِها
ويدايَ يسبقُها الشرودُ ويُمنعُ
نصفي يموتُ ويستريحُ بموته
والنصفُ في وطنِ التهافتِ يقبعُ
نهري بلا موجٍ يظلُّ بحلمه
وإلى بساتينِ التوجّس يهرعُ
وقوافلٌ روحي تسيرُ على دمي
وأنا الطريقُ أضعْتُهُ والمَرْبَعُ
فسماء بوحي فيّ أملأها ندىً
وبكل زاويةٍ سيُرْسَمُ مطلعُ
نغمي يراودُني على ترتيلِهِ
وأنا تراتيلٌ وثغرٌ طيِّعُ
وأنا الذي عجنَ النجومَ بكفّه
وبكفه ماءُ الحياةِ سينبعُ
ورضيتُ كلَّكَ أنْ يدورَ بعالمي
ليجرَّني نحوي وفيكِ أضيّعُ
إذْ كلّما عاودْتُ أرجعُ خطوةً
جرّتْ خطاي إلى الطريقِ الأربعُ
لي واحةٌ فيها أكونُ ولا أرى
غيري وعندي خيمةٌ تترفّعُ
فيها وقفْتُ أُرى المجرّة كلّها
وفمُ البلاغةِ للعلا يتطلّعُ
متفرّدٌ شكلي وأمضي حاسراً
فالأرضُ أرضي كلُّها والمَنْبعُ
وأنا الحضارة زهوُها ونشيدُها
وعلى مداري للبقا تتربّعُ
وأنا الضحى والشاهدونَ بلونِه
وأنا بلوني ما أريدُ سأطبعُ
وأنا لراياتٌ وساريتي السُّها
وبكلّ نجمٍ في نجومي ألمَعُ
وأنا لأعرفُ بل ويعرفُني الأُلى
لا شيء غيري في سمائي يسطعُ
لا تقربي منّي فكلّي جمرة
أخشى عليك لظى الجنونِ سيلذعُ
فيك اتَّحدْتُ وفيك أبقى ثورةً
تسمو وثوراتي الجحيمُ المفزعُ
روحُ الكواكبِ في دمي مغموسة
ولها جميعُ العاشقينَ ستركعُ
لي صوتيَ الباقي سيورقُ ضحكةً
وله ستركضُ في عيوني الأدمعُ
فلأنتِ في ذاتي انهمارُ قصائدٍ
فيها سيكتُبُ ما يُريدُ الإصبعُ
تتنقلين وبابُ روحي أُغلِقَتْ
شرفاتُه وإليكِ وحْدَكِ يُقلعُ
ما زلْتِ بي تتحشّدينَ حكايةً
تنسابُ في ورَقِ الجمال وتسجَعُ
ما عدْتُ أقنعُ بالفراغ يقولُني
أو مرّة أخرى بصمتي أُخدعُ
كلّي يُسايرُني وفيّ عصيّة
روحي وإنّي في دمي أتوزّعُ
ما زلتُ للإنشادِ أحملُ دفتري
وأنا الحناجرُ صيحةً والأَذْرُعُ
يا أنتِ يا عبقَ الزّمانِ فلا أرى
إلاكِ مَنْ فيها الأنا تَتَطَلَّعُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق