مجلة صدى بغداد..
العدد الأول 2021
الشجرة التائهة.. (خاطرة)..
الروائي السوري محمد فتحي المقداد
لا أدري ما الذي ذكّرني بالشجرة التّائهة (التاهية)، وحسب ما أعلم أنّها وحيدة في فلاة مُتفرّدة في منطقة من جنوب مدينتي بصرى الشام جنوب سوريّة.
وأوّل مرّة في حياتي عندما كنتُ في الصفّ الأوّل غرستُ شجرة في الحديقة شرق ساحة القلعة، والموقع الآن هو حديقة خلف البلديّة. وكانت مناسبة عيد الشجرة ١٩٧١م. ما زلتُ أظنّ أنّ إحدى أشجار الكينا أو السرو الكبيرة والعالية، ربّما تكون شجرتي تلك، حيث كبرت وهرمت معي.
الأشجار جزء أساسيّ وحيويّ في حياة البشر؛ ففيه الجمال، وتلطيف الطبيعة بترطيبها وتنقيتها من الأتربة والغبار الناتج عن الزوابع والرياح الشديدة.
كلّ شجرة تشتهي المطر؛ لتحيا وتُنبت زهورها العطر.. بلا تمل من السهر.. لا تكلُّ من حالة التبديل طول العمر.
وكل عام عندها كعيد الأضحى والفطر.. صانعة الجمال بسحر. ثمارها يانعة القَطْرِ.
ولا تبخل بعطائها للثمر.. وإن قُذفَت بحجر.. بستوي عندها ما بين الحرّ والقرٍّ.. دائمة الوضوح في الجهر.. لا شيء تُخفيه في السرّ.. مُتصبة في السّماء تناغي القمر.. فوائدها لا تنقضي بانقضاء العمر.
من كتابي (من أول السطر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق