العدد الأول لسنة 2015
النثر
مرثيّة الحليب الطّافح دمعا يقاتل وموتا يغذّي الذّاكرة.
الأديب التونسي البشير الشيحي
"" حلم يحمل جنازته إلى خطى النّار""
--------*************--------***************
حرقوا الرّضيع ونحن نرتاد الديّم , حرقوا ضحكة حلم ترفرف
و زرعوا فينا صمتا مباحا يرقب النّار من النّافذة, أهدوا لنا باقات ثناء مشفّر بأوامر:
"أطيعوا الوعود.......
انسوا الوليد.
سينسى الطّريق دمع العابرين . أطيعوا فكلّ صمت بمقابل, وكلّ
ولاء يرقّم في ولاءات العبيد. أطيعوا عزرائيل يجانس مشتقّاته في إسرائيل لتحنو عليكم
كلّ الولائم. استبدلوا خبزكم الحافي بكأس من عصير الخنوع يطبق على شفاه من صقيع
."
-------------------------------------------------------------------------
غاب الرّبيع ونحن سكارى, محار البلاد صار حريقا ونحن جداره.
------------------------------------------------------------------------
وقال الرّضيع الملقى وسط حشود تأكل جنازة الاحتفال:"
حلمت بعمر ينمو , بقطعة حلوى تمتصّ وجهي, تصير زفافا بين يديّ .حرقوا لوني المصوّر
في وجهي. استبدلوا ضحكتي الواقفة بنعش ينهش قبّعة الاحتلال. أنا لست رضيعا ولم أمت
مدبرا فعمري أعتى من كلّ الرّجال. أنا الواقف في دمي لا أحبو مثلكم يا كلّ الغباء الرّابض
في صوت خيانة تترجّى روث البغال أن يصير صارية للنّضال , يشتعل قبري حين يطيب الحليب
في آهة لا أدرك وجهها وأنا أسافر . آكل مع الآكلين صمتا يراقب غضب البرتقال أعلن أنّ
موتي كان ارتحال حلم إلى مقبرة تزفّ الحليب إلى الاشتعال . أصمّ جدار بيتنا وأنتم كتلك
البلاد التّي فارقتني.......
****************
أنا لست طفلا لأنّي لم أر لعبتي تركض في زقاق المدن, من سيغّني
لي : عيد ميلاد سعيد يا جميل" ومولدي قتلوه ولفّوا فوق رفاتي جبن ذكورة لا تصنع
وعي الرّجال. دعوني أغنّي فجسدي فاح حروقا . أنا رضيع يا آدم المخنوق بصوتي السّجين.
صرّتي من دماء , ومهدي ارتوى بالنّار. أنا ابن الطّين. لم أر ألوان السّماء تدعو بسمتي
إلى شعاع الطّريق. ".
عاد الوليد إلى مهده, يلتقط الحلوى من قبره جرحا يسيل من
حلمه, وعدنا دون عناء إلى الاصطياف كرسيّا يخاف أن تعرى الخيانة في حرف يقاتل سنين
الجفاف ليزرع دمعة لا تذوب في مقبرة.
***********************
وصاح الشّهيد " بعثي مريد. لست غ
بيّا يا قافلة تحمل
الورد إلى حتفها".


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق