بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 أكتوبر 2015

العدد الثالث لسنة 2015 ... قامات وهامات .... هي الذكرياتُ .... للشاعر السوري أحمد عبد الرحمن جنيدو




العدد الثالث لسنة 2015


قامات وهامات


هي الذكرياتُ


للشاعر السوري أحمد عبد الرحمن جنيدو







يضيقُ المكـــانُ، وروحٌ تضيــقُ.
وصــــبرٌ يجلّدُ صبــــــراً وضيقُ.

هــــــي الذكرياتُ تنادي مــــــداها،
وأفـــــــقٌ يزولُ، ويفنى الطريــقُ.

على عينِها الصبحُ ينأى فيســــــهو،
وفي غارباتِ الليالـــــــــي شروقُ.

ســـــــــــــــنعبرُ من نائباتٍ ونبني
الأمانـــــــي ولو في الركامِ حريقُ.

ونجمــــــــــــعُ أزهارَنا من صحارٍ
على فكــــــــرةٍ لو يخون الصديقُ.

على رحمٍ يســـــــــــبح الظلّ فينا،
ويلمحُ نورٌ يشـــــــــــــــعُّ البريقُ.

خيام تغطّي بشـــــــــــــــاعةَ قبحٍ
يُلبّدُ في الجــــــــــــوع مرٌّ وريقُ

وفي الجرح أنثــى الفصول تغنّي،
وشــــــــــيطانُ حزني ينام، يفيقُ.

يعودُ الســــــــــــؤالُ يردٍّ سؤالاً،
ويرجــــــــــو على الكلماتِ نفوقُ.

وســـــــــكنى اللهيبِ تطاردُ ظنّي
وأمّي على مفــــــــرقِ العوذِ ذوقُ.

تطيرُ بشـــــــالٍ على الزهرِ حلماً
فيُشـــــــــــتمُّ من ضحكاتٍ رحيقُ.

أنا الهدْرُ في الصدرِ أمســي بلاداً،
رغيفٌ يصيحُ، ومـــــــــوتٌ يعيقُ.

ســــلاماً دمشـــــقُ وألفُ ســـلامٍ،
على الأمـــــــــــويِّ حمامٌ وطوقُ.

وشــــــــرٌّ يفتّتُ في الغبْنِ صوتاً،
وأســـــــماؤنا في المضائقُ رتْقُ.

هديرٌ يدوّي فرقــــــــــــصٌ هزيمٌ،
حناجرُهمْ للمآســـــــــــــــي تحيقُ.

رضوانُ أمٍّ علــــــــى أرضِ جدّي
يقلّمُ بعضـــــــــــــي، وكلّي يطيقُ.

تغيـــــــــــــبُ الملامحُ من دمعاتٍ،
ويصلـــــــــــبُ في القلبِ ثأرٌ عتيقُ.

كأنَّ الصـــــــــــدى صوتُنا المتباكي
ترابُ الحقيقة نبــــــــــــــضٌ عروقُ.

وتلكَ البلادُ رغيــــــــــــــــفٌ كفيفٌ
نزيفُ الرصـــــــيفِ بصدري عتيقُ.

تكاثرَ في الظلــــــــم بعضي لبعضي،
وغنّى مســــــــــــــــــاءٌ صلاةً تليقُ.

تســــــــــــــــــامرُنا اللعناتُ، وأنتمْ
بذاك المـــــــــــــــدى أغنياتٌ تتوقُ.

فتمشــــــــــــــي الدقائقُ قبل حياتي،
ســــــــــــجينُ الضميرِ شعورٌ رقيقُ.

هنا لغتــــــــــــــــــي،وهنا ذكرياتي،
وحـــــــبٌّ يعومُ، وقلـــــــــبٌ يروقُ.

هنا الجرحُ في الســـــرِّ يبكي حنيناً،
عراءُ الخيامِ نجوماً يســــــــــــــــوقُ.

ونظرةُ طفلٍ تهزُّ عروشــــــــــــــــاً،
لقبحٍ يقــــــــودُ، وكلـــــــــــبٍ يبوقُ.

أنا المــــــــــوجُ والريحُ والنارُ أنتِ،
أنا الخيلُ والرمحُ والأرضُ ســــوقُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


28/4/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق