العدد الأول لسنة 2016
شعراء العربية مجلد 4 جـ 2
السلامي البغدادي
بقلم د فالح الكيلاني
هو أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد
بن يحيى بن خليس بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله ابن الحارث بن عبد الله بن الوليد
بن المغيرة المخزومي من ذرية الوليد بن الوليد شقيق خالد بن الوليد المخزومي
.
ولد ببغداد و قيل كانت ولادته آخر نهار
الجمعة في السادس من رجب من سنة \ 336 هجرية - 949 ميلادية في جانب الكرخ و نشأ ببغداد
ولقب بالسلامي نسبة الى دار السلام ( بغداد) وقال الشعر صبيا و قيل انه قال الشعر وهو
ابن عشر سنين، وأول شعر قاله في المكتب:
بدائع الحسن فيه مفتـرفة وأعين الناس فيه
متفقـه
سهام ألحاظـه مـفـوقة فكل من رام لحظه رشقه
قد كتب الحسن فوق وجنتيه هذا مليح وحق من
خلقـه
خرج من بغداد إلى الموصل وهو صبي ، فاتصل
فيها بجماعة من مشايخ الشعراء، منهم أبو عثمان الخالدي أحد الخالدين، وأبو الفرج الببغاء
وأبو الحسن التلعفري، وغيرهم، فلما رأوه عجبوا منه لبراعته الشعرية مع حداثة سنه، فاتهموه
بان الشعر ليس له،
فقال الشاعر ابو عثمان الخالدي:
- أنا أكفيكم أمره،
فعمل دعوة جمع فيها الشعراء ودعى اليها
السلامي المذكور معهم، فلما تواسطوا الشراب أخذوا في التفتيش عن بضاعته، فلم يلبثوا
أن هطل مطر شديد وبرد ملأ وجه الأرض، فألقى الخالدي (نارنجا ) كان بين أيديهم على ذلك
البرد، وقال :
-يا أصحابنا، هل لكم أن نصف هذا؟
فقال السلامي ارتجالا:
للـه در الـخـالـــدي الأوحد الندب الخـطـير
أهدى لماء المـزن عـن د جموده نار الـسـعـير
حتى إذا صـدر الـعـتـا ب إليه عن حر الصـدور
بعـثـت إلـيه هـــدية عن خاطري أيدي السرور
لا تـعـذلـوه فـإنـــه أهدى الخدود إلى
الثغـور
وركب في صباه سمارية في دجلة ، ولم يكن
رأى
مثلها فيها قبل ذلك فقال:
وميدان تـجـول بـه خـيول
تقود الدار عـين ولا تـقـاد
ركبت به إلى اللذات طرفـا
له جسم ولـيس لـه فـؤاد
جرى فظننت أن الأرض وجه
ودجلة ناظر، وهو الـسـواد
فلما رأوا ذلك منه أمسكوا عنه. وكانوا يصفونه
بالفضل ويعترفون له بالإجادة والحذق، إلا التلعفري. فإنه أقام على قوله الأول حتى قال
السلامي فيه:
ثم انتقل إلى أصبهان، فاتصل بالصاحب بن
عباد فرفع منزلته وجعله في خاصته. ومدحه فقال فيه :
اذا زرته لم تلق من دون بابه
حجاباً ولم تدخل عليه بشافعِ
كماء الفرات الجم اعرض ورده
لكل اناس فهو سهل الشرائع
تراه اذا ماجئته متهللا
تهلل ابكار للغيوث الهوامع
ثم قصد عضد الدولة بشيراز فحظي عنده ونادمه
وأقام في حضرته وكان عضد الدولة يقول:
- إذا رأيتُ السلامي في مجلسي طننت أن عطارد
قد نزل من الفلك إليّ!
مدح ابو الحسن محمد بن عبد الله السلامي
ملك الملوك عضد الدولة أبو شجاع بن ركن الدولة أبو علي الحسين بن بويه الديلمي المذكور
انفا بقصيدة منها هذه الابيات :
إليك طوى عرض البسيطة جاعل
قصارى المطايا أن يلوح لها القصر
فكنت وعزمي في الظلام وصارمي
ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر
وبشرت آمالي بملك هو الورى
ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
وبقي ابو الحسن السلامي عند عضد الدولة
ولما مات عضد الدولة رثاه بقوله :
نفسي بالفداء عنيت لا من
ينام عن الحقوق ولا يلام
ألا نفق الجواد فلا عجاج
تقوم به الحروب ولا ضرام
وكان إذا طغت حرب عوان
جرى ورسيله الموت الزؤام
إذا رميت به الغابات صلت
صفوف الخيل وهو لها إمام
فلما لم يدع في الأرض قرنا
تخونه فعا جله الحمام
وجاد بنفسه إذا لم يجد ما
يجود به كذا الخيل الكرام
وكنت البدر عارضه كسوف
بنحس حين تم له التمام
فلا تبعد وإن أبعدت عنا
فهذا العيش ليس له انتظام
ولم أحضره يوم قضى فيشكو
تحمحمه الذي صنع السقام
ولا خبرت ليلة جر جسم
زكت عندي له نعم جسام
ألم أقسم عليك لتخبرني
أمحمول على النعش الهمام
فساءت حالته المادية من بعده واصبحت سيئة
ومات فقيرا .
توفي السلامي يوم الخميس الرابع جمادى الأولى
من سنة \ 393 هجرية – 1002 ميلادية .
شعرالسلامي جيد ذ و ميزة خاصة قال الشعرفي
اغلب فنونه وخاصة في المدح والغزل والوصف والرثاء والخمرة يقول:
.
حسناء صافية بيضاء ضافية
كأن رونقها في صارم ذكرِ
يزين اطرافها طرز كما رقيت
على المجرة طرز الانجم الزهر
من شعره الغزلي هذه الابيات
:
أكحيلة الاجفان بالسحر الذي
لولاه مادرت البلابل بابل
قد كان قلبي غافلا عما به
أودى وقلب أخي السلامة غافل
حتى دهاني منك صدر رامح
ذرب سناناه وطرف قاتل
ما عقدك المهنا بجيدك درة
لكن فرند في حسام جائل
واختم بحثي بهذه القصيدة من شعر السلامي
البغدادي
واشتاق طلعتك الخليفة مظهراً
لك شوقه المطوي في اسرارهِ
ودعا الملوك فلم يلبّ دعاءه
إلاّ أحقهم بدار قراره
عظمت امر الله في تعظيمه
واقمت دين الله في استحضاره
وافاك في برد النبي محمد
بهدى النبي وسمته ووقاره
يشكو الى الإسلام وخط مشيبه
ما كلفته الترك من أسفاره
حتى بدا عضد الهدى وكأنّما
كان الخضاب أحال شيب عذاره
حتى إذا أبدى الإمام أمامه
ملكاً كبدر التم في انواره
خلنا على الكرسي ليثاً غابه
سمر القنا نبتت بفيض بحاره
وغداة ظلت مساير الإقبال في
خلع الإمام وطوقه وسواره
متسوراً بأهلة متطوقاً
بالشمس أو بالبدر او بإطاره
في خلعة صبغ للشباب بلونها
فالخلق قد جلبوا على ايثاره
اميرالبيان العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق