العدد الثاني لسنة 2016
رسالة الى إبنتي
رسالة الى إبنتي
للشاعر الفلسطيني عادل الخطيب
أي بُنَيَتي
أي بُنيتي
أنَا مَا زِلتُ كَهلاً بِعُمرِ الصِبا
فَارفِقي بِشَيخوخةِ طفلاً
مَلَهُ الأسى وكُثرِ الغِياب
أي بُنيتي
يا زًهرةَ عُمري وهديةُ الله
وسَماحةِ الوجَهِ
والرأسُ يملؤهُ السوادَ
قَد شاخَ بعدَ شيبٍ
يَعصِرُهُ الشَباب
أي بُنيتي
إغفري قسوةَ أيامي عَليكِ
ففي زَمنِ الفسادِ
وجمهورِ الشياطينِ
وأنيابِ التوحُشِ
تؤصَدُ الأبواب
أي بُنيتي
العمرُ يَمضي وينتَشي
ومَازِلتُ أمضي مُبعثراً
أُلملمُ أزهارَ عمري
وعطرُ أيامي
ورَغيفَ خُبزي
لأبني لكِ وطناً
بينَ جُمهورِ الذئاب
أي بُنيتي
الأرضُ مُتسعٌ يَلفُها الضيقُ
وأطرافُها زيفٌ
وعمقُها ظُلمٌ
وبِرغمِ ما فِيها
فأنتي بُرعُماً بوسطِ غَاب
أي بُنيتي
هَذي رسالتي لم تَكتَمل
وعبَثاً أحاولُ أن أجيئَ
وأخطو مِن بينِ التراجُعِ
وأرمي جُملةَ الأفكارِ القديمةَ
وأمسحُ ذاكرةَ التهاونِ
مِن أجلِ أياماً بعيدةً
لأرسُمَ لَكِ
خطوطَ عُمري بِانسياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق