العدد الثالث لسنة 2018
دعائي إليك فأكرم رجائي
للشاعر الفلسطيني شحدة البهبهاني
قصيدة مهداة لأُمي رحمها الله رحمة واسعة
هي وكل أموات المسلمين وأسكنهم فسيح جناته
رضاكِ وَحُبُّكِ فِي الصالحاتِ
وبِرُّكِ حقٌ مِنَ الواجباتِ
وبِرُّكِ حقٌ مِنَ الواجباتِ
بكتْكِ العيونُ لعلَّ البكاءَ
يخففُ شيئاً مِنَ النائباتِ
أُنَادِيكَ أُمِّي فَأَنْتِ الوجودُ
وَأَنتِ الضياءُ مِنَ الكَالِحاتِ
أُناديكِ أُمِِّي وأبْكِيكِ شوقا
فكمْ كنتِ نجماً من الزَّاهِياتِ
وكمْ كنتِ نوراً بكلِ طريقٍ
تلُوحُ بِدَرْبِي من المُحْبِطَاتِ
فما كنتِ يوماً قليلةَ صبرٍ
ولا كنتِ يوماً مِنَ النَّائحاتِ
وَكنتِ العطاءَ لِمَنْ رامَ حُبّاً
فكيفَ تَرَكْتُكِ في السَّاهراتِ
وكمْ كنتِ أمّاً وصدراً حَنُوناً
وَفَيضاً مِنَ الحبِّ رمزَ الحياةِ
وكمْ كُنتِ فجراً تَقُولِينَ رُوحِي
أُعِيذُكَ طِفْلِي من المُهْلِكَاتِ
تِصِيحِينَ عنْدَ سماعِ الأذانِ
أَقُومُ لِفَرْضِيََ وقْتَ الصَّلاةِ
أُنَادِيكِ أُمِّي فهلْ مِنْ مُجِيبٍ
وكيفَ تُجِيبُ التِي فِي الرُفَاتِ
تَذَكَّرْتُ أمِّيَ لَحْظَةَ طَلْقٍ
وَخُوفَا عَليَّ مِنَ النَّازِلات
أَضَعتُ الليالي جَفَاءً وَبُعْداً
فكانت هباءً مع الجاريَاتِ
وَأضْحَتْ حَياتِي مَهَبَّ رِيَاحٍ
وَكُثْبَانَ رملٍ معَ السَّافيات
فلمْ أَرْعَ أَنَّكِ تَبْكِينَ حُزْناً
لأَنِّيَ بَاقٍ هُنَا فِي الشَّتَاتِ
تُنادِينَ عُمْرِي أَمَا آنَ وَقتٌ
أُكَحِّلُ عَينيَّ قَبْلََ المماتِ؟
ولمْ أدْرِ أَنِّي سَأَفْقِدُ رُوْحِي
وَاَفْقِدُ طُهْراً مِنَ الأُمََّهَاتِ
فَكَانَ شَتَاتٌ للقْمةِ عَيشٍ
فكمْ من جِياعٍ معَ النَّائِحاتِ
فَإِنْ عِبْتُ عنكِ فَمَا غِبْتِ عَنِي
وَلا كُنْتُ يوماً جَحُودَ الصِّلاتِ
فَأَمضيتُ عُمري أَعَدُّ الليالي
لأُفِيكِ بَعضاً مِنَ الوَاجِبَاتِ
فَمَا إِنْ رَجعتُ لِحُضْنِكِ حَتََى
أُقَبُّلُ وجهَكِ بعدَ الشَّتَاتِ
فَكانَ اللقاءُ سريعاً قصيراً
لأُمْضَيََ البَقِيةَ وَسْطَ التِّرَاتِ
طَواكِ المماتُ فَآهٍ وَآهٍ
كَأَنِّيََ أََشْقَى بِأَرْضٍ مَوَاتِ
فإَِنْ كانَ دَمعِي يُخفِّفُ حُزنِي
فإِنِّي سَأبْكِيكِ حَتَى المَمَاتِ
سَأَبْكِي لأَنِّي تَرَكْتُكِ يَوماً
تُقَاسِينَ هَمّاً معَ المُوحِشَاتِ
إلهِي رِضَاكَ رِضَاكَ لأُمِّي
وأَصْلِحْ شُؤُونِيَ فِي البَاقِيَاتِ
وَأَدْعُوكَ رَبِي فَإِنَّ الدُّعاءَ
طَرِيقِي إِليّكَ ِمنَ السِّيئَاتِ
وإنِّي لادْعُوكَ آخِرَ عُمري
وَأَرْجُوك فَيْضاً مِنَ الزَّاكِيَاتِ
إِلهِي وأَنْتَ القريبُ المجيبُ
سَألْتُكَ رَبِّي طريقَ النَّجَاةِ
حَنَانِيكَ ربِّي تَقَبَّلْ رَجَائِي
دُعَائِي لأُمِّيَ فِي الصَّالِحاتِ
وَأَكْرِمْ رَجَائِي وَحَقَّقْ مُنَاهَا
بِفِرْدُوسِ عَدنٍ مِنََ الفَائِزاتِ
شَفَاعَة عِتْقٍ مِنَ النَّار رَبِّي
لكلِّ َحَصَانٍ مِنَ الأُمَّهَاتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق