العدد الثالث لسنة 2018
أُمّي
للشاعر العراقي سالم ابراهيم حسن
كلامي لا يَسعْ أمّي مقاما
وشِعري مثل أوجاعِ اليتاما
ودمعي نقطةٌ في بحرِ أمّي
وحزني من فرائدها حُطاما
فمَنْ يُلهمهُ قولاً في عظيمٍ
تسامى في مراقيه تسامى
ومَنْ ذا مثل أمّي فيهِ قلبٌ
وحضنٌ دافىءٌ يأوي الوئاما
فكمْ حزنٍ تُباركهُ ليغفو
ويعشو في مناكبها رُكاما
وكمْ فَرَحٍ تعدّى سنَّ أُمّي
كأنّ الفرْحَ يعشقها صِياما
فبعد الله أمّي نهرُ خيرٍ
يساقي وهو ضمآنٌ خُزامى
وبعد الله أمي روضُ زهرٍ
ولا جنّاتُ خلدٍ أو شآما
يفيضُ الخيرُ من كلتا يديها
ونورُ الله مسكٌ فيها قاما
يتيه المحسنون على رباها
ويستجدي الحليمون الفطاما
وقفتُ ببابِ خيبرها طويلاً
طويلاً كي تُمنّيني السلاما
بَرَكْتُ وخافقي المكلوم ذنبٌ
لتغفرَ يومَ تشفعُ أنْ أُلاما
أُناجي قلبها المنهوكَ عطفاً
لأورِدَ من مناهلها هياما
وذا خجلٌ يلفُّ على شغافي
وما أنْفكّتْ بهِ نفسي مَلاما
أَكعبةَ فرضُ آهاتي وحزني
أحجُّ بشكوتي عاماً فعاما
حنانٌ وهي عدلٌ في جلالٍ
أظنّ الله في أمّي أقاما
؛؛؛؛؛؛
سالم ابراهيم حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق