مجلة صدى بغداد
العدد الثاني لسنة 2019
وجه من الشمع
للشاعر السوري عبد المجيد الفريح
وجهٌ من الشّمعِ يُهدِي لَذَّةَ العَسَلِ
شَكَا من الوَجدِ حتَّى ذابَ بالمقلِ
شَكَا من الوَجدِ حتَّى ذابَ بالمقلِ
أندَى مِنَ الفجرِ في آذارِ ضحكتِهِ
أبهى مِنَ الفُلِّ في أيلولِ مُغْتَزِلِ
أبهى مِنَ الفُلِّ في أيلولِ مُغْتَزِلِ
أحلى مِنَ الماءِ في تمُّوزَ إنْ ظمِئَتْ
روحِي فتَشربُهُ بُرأً مِن العِلَلِ
روحِي فتَشربُهُ بُرأً مِن العِلَلِ
ويحمِلُ الدِّفءَ كانونًا بِبحَّتِهِ
وهَمهَماتٍ بَنَتْ صَرحًا مِنَ القُبَلِ
وهَمهَماتٍ بَنَتْ صَرحًا مِنَ القُبَلِ
كأنَّ خَدَّيهِ بعضٌ مِن لَظَى كَبِدِي
أمَّا الشِّفاهُ فياقوتٌ بلا جَدَلِ
أمَّا الشِّفاهُ فياقوتٌ بلا جَدَلِ
ومِنْ رُخامِ الجِنانِ العُنقُ صوَّرَهُ
ربُّ البَرِيَّةِ شفَّافًا بلا خَلَلِ
ربُّ البَرِيَّةِ شفَّافًا بلا خَلَلِ
ينسَابُ في دِلِّهِ مِثلَ الفُراتِ على
سهولِ قلبيَ محفوظًا عنِ الخَطَلِ
سهولِ قلبيَ محفوظًا عنِ الخَطَلِ
فَيُخصِبُ العُمْرَ حتَّى لا أرى حَزَنًا
بهِ اشتَكَتْ وردةٌ مِنْ قِلَّةِ الطِّلَلِ
بهِ اشتَكَتْ وردةٌ مِنْ قِلَّةِ الطِّلَلِ
ولو تثنَّى لحَارُ الخيزَرانُ بهِ
حتَّى تراهُ بكى مِنْ شِدَّة الخَجَلِ
حتَّى تراهُ بكى مِنْ شِدَّة الخَجَلِ
آهاتُهُ لَمْ يُجِدْ نَغماتِها أبَدًا
زُريابُ أو مَعبدٌ مُذْ خِلقَةِ الأزَلِ
زُريابُ أو مَعبدٌ مُذْ خِلقَةِ الأزَلِ
بهِ حنينُ شُعوبٍ ضيَّعتْ وَطَنًا
لكنَّهُ باحتضانِ الحلمِ لمْ يَزَلِ
لكنَّهُ باحتضانِ الحلمِ لمْ يَزَلِ
كأنَّني ما عَرَفتُ الحبَّ غيرَ بِهِ
ولا أجَدْتُ فُنُونَ العِشقِ والغَزَلِ
ولا أجَدْتُ فُنُونَ العِشقِ والغَزَلِ
عيناهُ حَمَّلتَا نهرينَ مِنْ وَلَهٍ
رَضِيتُ شطَّيهِما سجنِي و مُعتَقَلي
رَضِيتُ شطَّيهِما سجنِي و مُعتَقَلي
ومَا ودَدْتُ لروحِي أنْ تطيرَ سوى
بِظِلِّ جُنحَيهِمِا تَيمًا بلا مَلَلِ
بِظِلِّ جُنحَيهِمِا تَيمًا بلا مَلَلِ
لهُ مزارانِ كَمْ أجهَدتُ راحِلتي
إليهِمَا حينَما نادَا ولمْ أصِلِ
إليهِمَا حينَما نادَا ولمْ أصِلِ
فيا إلهِي هَلْ مِنْ مُرتَجىً لَهُمَا
فقَدِ شَقِيتُ بتَشريدي ومُرتَحَلِي؟
فقَدِ شَقِيتُ بتَشريدي ومُرتَحَلِي؟
أغصُّ بالدَّمعِ إنْ أَذْكُرْ مَوَدَّتَهُ
ولَستُ أعلمُ ما يُؤتَى مِنَ الأمَلِ
ولَستُ أعلمُ ما يُؤتَى مِنَ الأمَلِ
وكلَّما قُدْتُ عُمري نحوَهُ عَثَرتْ
خُطايَ بالوقتِ بالتَّاريخِ بالسُّبُلِ
خُطايَ بالوقتِ بالتَّاريخِ بالسُّبُلِ
هذي القَصيدةُ لا تنفكُّ تَعصرُني
ولمْ يَجُفَّ بعمري آخرُ الوَشَلِ
ولمْ يَجُفَّ بعمري آخرُ الوَشَلِ
لم أمتَلِكْ مهرًبا عنها لأهزمَني
فكنتُ كالطِّفلِ أخشَى أوَّلَ الطَفَلِ
فكنتُ كالطِّفلِ أخشَى أوَّلَ الطَفَلِ
ولمْ تكُنْ صولَةٌ للنُّورِ تَجهَلنُي
لكِنْ تَراءى غَدِيْ في ظُلمَةِ الحُلَلِ
لكِنْ تَراءى غَدِيْ في ظُلمَةِ الحُلَلِ
فعُدتُ مِنْ حيثُ لمْ أُدركْ بقافيَتي
وجهًا مِنَ الشَّمعِ يُبدِي لَذَّةَ العَسَلِ
وجهًا مِنَ الشَّمعِ يُبدِي لَذَّةَ العَسَلِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق